ديلي صباح: الامبريالية والاستشراق والصهيونية ثلاثة عوامل تشكل السياسة الامريكية في الشرق الأوسط
المعلومة/ ترجمة ..
اكد تقرير لصحيفة ديلي صباح التركية ، الأربعاء، ان الامبريالية والاستشراق والصهيونية تمثل ثلاثة عوامل شكلت السياسة الامريكية في الشرق الأوسط.
وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة /المعلومة/، ان" السياسة الخارجية الأميركية كانت ومازالت معادية للشرق الأوسط باستمرار لعقود من الزمن، ويبدو أن لا شيء سيتغير مع إدارة ترامب، فالسياسات الامبريالية للولايات المتحدة، والتي اتبعتها القوى الأوروبية الاستعمارية هي احدى العوامل الرئيسية فقد دعت أمريكا الى العولمة وهي عملية أميركية أو غربية تتصور استيعاب العالم ضمن القيم الأميركية وتبقي الآخرين معتمدين على الولايات المتحدة والغرب ونتيجة لهذا المنطق الإمبريالي، تبنت الولايات المتحدة منظوراً سلبياً تجاه الحضارات والكيانات الثقافية الأخرى ولذلك، فإن علاقاتها بالأجزاء غير الغربية من العالم تتسم إلى حد كبير بالصراع وتقوم على عقلية محصلتها صفر".
وأضاف انه " وفي هذا السياق، لا ينبغي أن ننسى أن إنشاء الكيان الاسرائيلي في حد ذاته هو مشروع إمبريالي بدأته القوى الاستعمارية التقليدية، بريطانيا وفرنسا، بعد الحرب العالمية الأولى، وقد مهدت القوى الاستعمارية نفسها الطريق لإنشاء الكيان الصهيوني بعد الحرب العالمية الثانية، فقد استغلت الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى الأمم المتحدة لهذا الغرض ، فمن خلال تقديم الدعم غير المشروط لكيان الاحتلال منذ البداية، حافظت الولايات المتحدة على إرث القوى الاستعمارية التقليدية وعلاوة على ذلك، وباعتبارها القوة المهيمنة على العالم وجزءًا من منظورها الإمبريالي، تريد الولايات المتحدة أيضًا السيطرة على سوق النفط والغاز الطبيعي في الشرق الأوسط، والتي كانت في قلب الفهم الإمبريالي لعقود من الزمان،ولا تُستخدم هذه الموارد الطبيعية لأغراض اقتصادية فحسب، بل وأيضًا لأهداف سياسية".
وأضاف ان " العامل الثاني الذي سيشكل السياسة الخارجية الأمريكية خلال الإدارة القادمة هو الاستشراق، كما كان لعقود من الزمان، فقد تم بناء التصور السلبي للشرق الأوسط تحت تأثير الاستشراق الغربي التمييزي، ووفقًا للمسؤولين والنخب الغربية والأميركية، فإن الغرب يمثل دائمًا التقدم والتفوق، في حين يمثل الشرق الأوسط دائمًا التخلف والنقص، وعلى هذا الأساس فإن كل الدول التي لا تريد أن تظل تابعة للغرب تتعرض للعزلة وتجري محاولات معاقبتها".
وأوضح ان " الاستشراق هو المصدر الرئيسي لتبرير جميع الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، بعبارة أخرى، يمكن لإسرائيل وأنصارها الغربيين أن يفعلوا أي شيء من أجل تعظيم مصالحهم الوطنية، بما في ذلك قتل الآلاف من الأبرياء وارتكاب جرائم حرب على حجج واكاذيب واهية تم صنعها من قبل الغرب ولاتصمد في الواقع امام حقيقة البحث التاريخي والعلمي".
وأشار الى ان " العامل الثالث الذي سيؤثر على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط خلال الإدارة القادمة هو هيمنة الصهيونية، فقد أعلن كلا من الديمقراطيين والجمهوريين مرارا وتكرارا أنهم صهاينة، وهي أيديولوجية سياسية اعترفت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبارها عنصرية في عام 1975، وعلى الرغم من ذلك، ليس فقط جزء كبير من الشعب اليهودي ولكن أيضا جزء كبير من المسيحيين يطلقون على أنفسهم صهاينة.
وشدد على ان " أحد الأهداف الثابتة للسياسة الخارجية الأمريكية هو ضمان أمن إسرائيل، فقد أخذت جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة سياسة واشنطن في الشرق الأوسط رهينة، فهم يضغطون على السلطتين التنفيذية والتشريعية ويحاولون خلق صورة إيجابية لإسرائيل في البلاد من خلال وسائل الإعلام التي يسيطرون عليها، كما يمكنهم بسهولة اتهام أي شخص ينتقد سياسات إسرائيل بمعاداة السامية وكراهية اليهود، وهم يكافحون لمنع إعادة انتخاب أعضاء الكونجرس الذين يحملون آراء معادية لإسرائيل، على الرغم من كونها الدولة الأكثر عنفاً وعدوانية في المنطقة، الدولة الأكثر انتهاكاً للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، والدولة الأكثر إنتاجاً لأسلحة الدمار الشامل، ومع ذلك فإن إسرائيل تحظى دائماً بتفضيل الغرب بأكمله، وخاصة الولايات المتحدة". انتهى/ 25 ض