وول ستريت: التفوق التكنولوجي غير قادر على انهاء حروب المقاومة
المعلومة/ ترجمة ..
اكد تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال ، الاحد ، ان تعهدات الرئيس الامريكي القادم دونالد ترامب بانهاء الحروب يتردد صداه بين عامة الناس الأميركيين المنهكين من عقود من الاشتباكات العسكرية، وتعكس دعواته إلى تحديد أهداف فعّالة وواضحة وتقليص مشاركة الولايات المتحدة في الخارج نهجا براجماتيا في التعامل مع تحديات الأمة، لكن الواقع ان القول اسهل بكثير من الفعل نتيجة التعقيدات التي تفرضها الحروب وطبيعة الصراعات في مختلف المناطق .
وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة /المعلومة/ ان " الحروب نادرا ما تحل في مواعيد زمنية مناسبة أو بالتفوق العددي أو التكنولوجي وحده، وكما حذر الجنرال البروسي والاستراتيجي العسكري كارل فون كلاوزفيتز في القرن التاسع عشر، فإن أول عمل يقوم به رجل الدولة هو إدراك نوع الحرب التي يخوضها، حيث وصف كلاوزفيتز الحرب بأنها صراع إرادات حيث يتفوق التصميم البشري على المزايا المادية، وقد يؤدي سوء فهم طبيعة الصراع إلى عواقب غير مقصودة.
وتابع ان على ترامب ان يعرف جيدا اربعة مغالطات شائعة في الحروب كي يجنبها اذا ما اراد فعلا انهاء الحروب التي لاتنتهي في منطقة الشرق الاوسط واولى هذه المغالطات هي " مغالطة العداد" وتعني الاعتماد على ما يختزل المحللون الصراع العسكري في لعبة أرقام، مع التركيز على أعداد القوات أو الدبابات أو قذائف المدفعية".
واضاف انه " وخلال حرب فيتنام، اعتمد القادة الأمريكيون مثل الجنرال ويليام ويستمورلاند ووزير الدفاع روبرت ماكنمارا على تعداد الجثث لقياس التقدم، على افتراض أن القضاء على المقاتلين الأعداء من شأنه أن يكسر عزيمة فيت كونغ، و كانت النتائج كارثية لأن تعداد الجثث فشل في مراعاة مرونة فيت كونغ وقدرته على تجنيد واستبدال الخسائر، كما عملت نفس الديناميكية في أفغانستان، حيث نشرت الولايات المتحدة القوة العسكرية الأكثر تقدمًا في التاريخ، لكن طالبان ازدهرت مع ذلك بفضل المعرفة المحلية والحماسة الإيديولوجية والعزيمة الراسخة".
واوضح ان " المغالطة الثانية هي "مغالطة مصاص الدماء"، وقد أشار إليها لأول مرة في عام 2014 الفريق أول إتش آر ماكماستر، الذي شغل فيما بعد منصب مستشار الأمن القومي لترامب، والتي تعد بأن التفوق التكنولوجي سيحقق انتصارات سريعة، وهذا أيضا دفع المراقبين إلى التنبؤ بأن كييف او غزة سوف تسقط في غضون أيام وقد حطمت مرونة حماس هذا الوهم، مما يثبت أن الميزة التكنولوجية، مثل الميزة العددية، لا يمكن أن تحل دائما محل التصميم".
وبين ان " المغالطة الثالثة هي "مغالطة صفر الظلام "، التي ترفع الضربات الدقيقة والعمليات الخاصة إلى مستوى الاستراتيجية الكبرى وقد اقترح بعض المحللين في البداية أن إسرائيل قد تحقق أهدافها من خلال الغارات والقصف المستهدف فقط، لكتها تجاهلت هذه التوصيات البيئة المعادية في غزة، والسكان الغاضبين، والتضاريس الملائمة للحرب. وكثيرا ما تعزز مثل هذه سوء الفهم الاستراتيجيات المعيبة التي تطيل أمد الصراعات بدلا من حلها.
واشار الى ان " المغالطة الاخيرة هي " مغالطة طاولة السلام" وتعني الاعتقاد بأن جميع الحروب تنتهي بالمفاوضات و هذا النهج ليس ممكنا دائما، ذلك ان الدعوات البسيطة لإسرائيل للتفاوض من اجل السعي إلى السلام مع حماس تتجاهل المخاطر الإيديولوجية والسياسية، فالحروب لا تنتهي ببساطة لأن أحد الجانبين يرغب في السلام؛ تنتهي عندما يحقق أحد الجانبين أهدافه أو يصل كلاهما إلى طريق مسدود".
واشار التقرير الى ان " رغبة ترامب في تبسيط السياسة الخارجية الأميركية والتركيز على تحقيق أهداف واضحة قد يبدو امرا جيدا ، ولكن تعقيد الحرب يتطلب نهجا حذرا ودقيقا. ويظل تذكير كلاوزفيتز بضرورة التعرف على نوع الحرب التي تشن أمرا حيويا، فالحروب ليست مسابقات بين جداول بيانات بل صراعات إرادة تتشكل من خلال الزعامة والمعنويات والقدرة على التكيف". انتهى/ 25 ض