الجولاني يرسم ملامح التطبيع مع الصهاينة .. تجربة مرسي تتكرر في سوريا
المعلومة/ بغداد...
عبارات واضحة ومفهومة اطلقها المدعو ابو محمد الجولاني تجاه الكيان الصهيوني، وهي عبارة عن مغازلة ورسائل تفتح الباب امام التطبيع المباشر مع الكيان الغاصب، وبيان تأكيد على خضوع سوريا لسلطة الاحتلال ومخططاته تجاه المنطقة، حيث فتح الجولاني الباب امام التدخلات الصهيونية واكد رفضه لاي محاولات للوقوف بوجه هذا الكيان والانتهاكات التي يقوم بها في المنطقة.
وعلى الرغم من ان الصورة واضحة امام الجميع، الا ان الجولاني بدأ بتوضيح سياسة سوريا اكثر واكثر من اي وقت مضى تجاه الكيان الصهيوني، بعد ان سمح بتجاوز قوات الاحتلال على الاراضي السورية ودخولها للعمق وصولا الى مشارف العاصمة دمشق، ليكون بذلك الذراع الممتد للنتن ياهو داخل سورية، في وقت تؤكد فيه اطراف سياسية ان مايجري في سورية من سيطرة للمجاميع المتطرفة ماهي الا نسخة من التجربة المصرية بقيادة محمد مرسي التي لم تدم طويلاً، لكنها قربت مصر من الكيان الصهيوني اكثر من اي وقت مضى.
وقال مايسمى قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني": لن نسمح باستخدام الأراضي السورية لشن هجمات ضد (اسرائيل) أو أي دولة أخرى، مؤكداً في الوقت ذاته التزام دمشق باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 مع تل أبيب، مطالباً المجتمع الدولي بضمان التزام إسرائيل باتفاقية فض الاشتباك، وضرورة إنهاء غاراتها الجوية في سوريا، والانسحاب من الأراضي التي استولت عليها (بما فيها المنطقة العازلة) في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد".
رسالة الجولاني الى النتن ياهو تؤكد بما لايقبل الشك وقوف سوريا الى جانب هذا الكيان وتغيير سياساتها وايقاف دعم المقاومة في فلسطين ولبنان ضد قوات الاحتلال، والقبول بمجازر المحتل وانتهاكاته ضد الشعبين.
ويقول المحلل السياسي محمد علي الحكيم، لـ /المعلومة/، ان "الايام المقبلة ستحمل معها الكثير من المفاجآت غير المتوقعة في سوريا، والتي قد تشهد تكرار سيناريو العراق بعد 2003، ومن غير المستبعد ان تعاد النسخة المصرية الاخوانية في البلاد، حيث ان الحكومة المقبلة في سوريا لن تشكلها المجاميع المسلحة التي عملت على اسقاط حكومة الاسد، ولن يسمح لها بتشكيل اي حكومة، لكنها ستكون مقربة من السلطة وقد تحصل على بعض المناصب، وبالتالي فان المستقبل في سوريا ينذر بالكثير من التحولات، ومن المرجح ان تشهد الفترة المقبلة انقلاباً كالذي حصل في مصر لتأتي حكومة مدنية مقربة من اسرائيل وامريكا والمعسكر الغربي، اي ان مستقبل سوريا يؤكد ذهابها نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني".
من جانب اخر، اكد رئيس الهيئة التنظيمية للحراك الشعبي للحزام والطريق حسين الكرعاوي، لـ /المعلومة/، ان "نجاح مخططات امريكا وتركيا والكيان الصهيوني في السيطرة على سوريا والمجيء بحلفائهم ووضعهم في السلطة، لايعني الساحة اصبحت فارغة لهم، الا ان الامر المحزن هو تفرج العالم على استباحة الكيان الصهيوني للارض السورية، وهذا يمثل المكسب الاكبر للكيان الغاصب بعد احتلاله اراضي ومساحات داخل البلاد بعد اسقاط حكومتها عبر المجاميع الارهابية".
وبين ان "الجولاني يعد احد الادوات الصهيو امريكية المدعومة من تركيا، حيث ان سيطرته هو ومجاميعه على سوريا يعد تحقيقاً لهدف نتنياهو ونجاحاً لمخططات امريكا وتركيا، بحيث عملوا على دعم هكذا شخص ارهابي للسيطرة على سوريا".
وعلى صعيد متصل، فقد اوضحت القانونية اللبنانية الدكتورة سهام محمد، لـ /المعلومة/، الى أن "زعيم هيئة تحرير الشام ابو محمد الجولاني يعمل على كسب الرضا الامريكي والاسرائيلي والبريطاني لترتيب سلطته الجديدة وانتشار مجموعاته في كل المناطق"، لافتة الى أن "خطابات الجولاني حديثا عن السلام والعلاقات الجيدة مع الجوار ومن ضمنها اسرائيل كلها رسائل يراد منها اعلان التطبيع العلني".
وعمل الكيان الصهيوني بعد سقوط النظام السوري مباشرة وسيطرة المجاميع الارهابية على البلاد، الى ضرب وقصف القواعد العسكرية ومخازن السلاح والعتاد وتدمير البنى التحتية العسكرية وضرب المنظومة الامنية ومراكز البحوث العلمية والعملية العسكرية من اجل ضمان بقاء سوريا ضعيفة واستباحة اراضيها وجرها نحو التطبيع بشكل مباشر. انتهى 25ن