من القاعدة والإرهاب الى سدة الحكم.. ترحيب بعض الأطراف السياسية بالجولاني تثير مخاوف العراقيين
المعلومة / تقرير ..
شهدت الساحة السياسية العراقية جدلًا واسعًا إثر ترحيب بعض القادة السنة والأكراد بما يجري في سوريا، وبالتحديد بما يتعلق بدور أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، الذي لا يزال مصنفًا على لائحة الإرهاب الدولية.
هذا الترحيب أثار انتقادات واسعة نظرًا لتاريخ الجولاني الحافل بالجرائم والانتماء لتنظيم القاعدة، الذي نفذ عمليات إرهابية داخل العراق وترك خلفه مئات الضحايا.
الجولاني المعروف بصلته المباشرة بتنظيم القاعدة، كان له دورا بارزا في قيادة العمليات الإرهابية داخل العراق، خاصة خلال فترات الفوضى الأمنية التي اجتاحت البلاد بعد عام 2003 وتورط في سلسلة من الهجمات التي استهدفت المدنيين والقوات الأمنية، وترك سجلًا داميًا جعل منه شخصية مرفوضة على كافة المستويات داخل العراق.
وعلى الرغم من تاريخه المظلم رحب بعض القادة السنة والأكراد بالدور الذي يحاول الجولاني لعبه في سوريا، حيث يسعى لتقديم نفسه كقوة سياسية وأمنية قادرة على إدارة المناطق الخاضعة لسيطرته.
على المستوى الوطني حذر العديد من السياسيين والمحللين من تداعيات هذا الموقف، مشيرين إلى أن العراق دفع ثمنًا باهظًا بسبب الإرهاب، وأن التعامل مع شخصيات كالجولاني يجب أن يكون ضمن إطار الحذر والرفض القاطع.
ويرى مراقبون أن هذا الترحيب يعكس تحركات سياسية تهدف لتحقيق مكاسب آنية على حساب القيم الوطنية والأمن الإقليمي.
وحول الموضوع يقول القيادي في دولة القانون حيدر اللامي في حديث لوكالة / المعلومة / إن " وجود مجاميع إرهابية مسيطرة بشكل شبه مطلق على مناطق واسعة من سوريا يمثل مصدر قلق كبير للعراق والمنطقة"، مشيرا إلى أن " زعيم هذه الجماعات مصنف على لائحة الإرهاب الدولية، رغم محاولات الولايات المتحدة تقديمه بصورة إيجابية".
وأضاف أن " الجميع مطالب بالتصرف بحذر وبما يتماشى مع السياسة العراقية الرصينة"، مشددًا على أنه " من غير الممكن التعامل مع شخصيات إرهابية إلا في حال تشكيل حكومة سورية معترف بها من قبل كافة أطياف الشعب السوري".
وتابع أن " الأكراد في سوريا يعانون من ظلم كبير بسبب تصريحات زعيم هذه الجماعات، الذي لم يقدم أي التزام واضح بحقوق الاقليات أو مكانتهم في أي دستور جديد يجري الحديث عن صياغته".
ودعا اللامي إلى " التفكير السياسي العميق لمن يرحبون بما يجري في سوريا، مؤكدًا أن الأحداث الراهنة هي مجرد بداية لأزمة أكبر".
وأوضح أن " سوريا مقبلة على أيام صعبة بسبب استمرار سيطرة شخصيات إرهابية، وسط حالة من القتل والنهب والفوضى التي لا تزال مستمرة في البلاد".
واختتم اللامي تصريحه بالتأكيد على أن " العراق والمنطقة بحاجة إلى خطوات حذرة ومدروسة للتعامل مع الأزمة السورية، بما يضمن الاستقرار والأمن بعيدًا عن دعم أي أطراف تعمل على تعميق الصراعات وتعزيز الإرهاب".
إن الترحيب بأي دور للجولاني أو الجماعات المرتبطة به يعد خطوة خطيرة قد تهدد الاستقرار الإقليمي وتفتح المجال لعودة النشاط الإرهابي وعلى القيادات السياسية أن تضع المصالح الوطنية فوق الحسابات الضيقة، وأن تتخذ موقفًا موحدًا برفض أي شرعنة لقوى الإرهاب، سواء في العراق أو سوريا.انتهى 25/س