تشكيل حكومة الاقليم.. البارتي واليكتي امام معادلة صعبة
المعلومة / تقرير ..
تتعدد السيناريوهات المتوقعة لتشكيل الحكومة المقبلة في إقليم كردستان عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت خلال الـ20 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لتضع الأحزاب الفائزة أمام خيارات صعبة تراوح ما بين تشكيل حكومة تقليدية بقيادة الحزبين الرئيسين الحاكمين، أو تجاوز التحالف المعتاد عبر استقطاب قوى معارضة، أو حتى السعي نحو حكومة ائتلافية موسعة تشمل معظم القوى السياسية.
ويأتي هذا المشهد في ظل تحديات كبيرة قد تعترض عملية التفاوض، أبرزها فقدان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني للغالبية التي كان يمتلكها سابقاً مقابل تقدم محدود للاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة بافل طالباني، مع صعود قوى معارضة كحراك الجيل الجديد.
بعد اعلان احزاب المعارضة بعدم مشاركتها في تشكيل حكومة الاقليم المقبلة اصبح الغريمين البارتي واليكتي امام واقع صعب يفرض عليهما الاتفاق مجددا لتحديد برنامج جديد للحكومة المقبلة لابد ان يرضي الشارع الكردي واحزاب المعارضة.
قضية تقاسم السلطة في الاقليم ، ستكون العقبة امام الحزبين في تشكيل الحكومة خاصة وان الاتحاد الوطني لازال مصّرا على حصوله لاحد المنصبيين الرئيسيين اما رئاسة الاقليم او رئاسة الوزراء ، خاصة ان الحزب الديمقراطي لن يحصل على الاغلبية المريحة في برلمان الاقليم واذا ما بقي مصرا على عدم التنازل فان الامور قد تجر الى مشاكل كثيرة وقد تؤدي الى تدخل داخلي وخارجي وهذا ليس بمصلحة الحزبيين ولالمصلحة الشعب الكردي .
الى ذلك كشف القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي ، عن نتائج اجتماع المكتبين السياسيين لليكتي والبارتي بشان تشكيل الحكومة الذي عقد في اربيل الثلاثاء في 17/ كانون الاول الماضي ، مبينا ان اعلان بقية الاحزاب الفائزة عدا الحزبيين الرئيسيين بعد المشاركة بحكومة الاقليم المقبلة وبقائهم في المعارضة لم يبقى للحزبين اي خيار الا الاتفاق على تشكيل الحكومة باسرع وقت ، كما ان ظروف المنطقة تحتم علينا بوجوب تشكيلها .
وقال السورجي في تصريح لوكالة / المعلومة / ، ان " اجتماع المكتبيين السياسيين لليكتي والبارتي كان ايجابيا وقد اكد المجتمعين على الاستمرار عقد الاجتماعات حتى الوصول الى صيغة نهائية لتشكيل الحكومة المقبلة للاقليم ، حيث اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة لاعداد البرنامج الحكومي ولجنة تحدد فقرات جداول الاجتماعات وتحيد الموعد " ، مبينا ان " الاجتماع ايضا ناقش الوضع السوري الجديد ومدى تاثيره مستقبلا على العراق بما فيه اقليم كردستان " .
واضاف انه " بعد اعلان القوى السياسية الفائزة بالانتخابات عدا اليكتي والبارتي بعدم رغبتها الاشتراك بالحكومة المقبلة وتفضيلها البقاء في المعارضة اصبح لاخيار لليكتي والبارتي سوى تشكيل الحكومة باسرع وقت ، ناهيك عن الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة والشرق الاوسط من تقلبات سياسة وامنية فرضت علينا ان نحسم تشكيل الحكومة باسرع وقت " ، مشيرا الى ان مسالة توزيع وتحديد المناصب تم تاجيله لاجتماعات خاصة ، فيما اكد بان موقف الاتحاد الوطني اتجاه الوضع الجديد في سوريا مع الحكومة الاتحادية وما يقرره ائتلاف ادارة الدولة " .
يشار الى ان لدى كلا الحزبين الحاكمين مطالب وشروط تبدو مختلفة هذه المرة عن الاستحقاقات الانتخابية السابقة، فالاتحاديون يسعون إلى وضع حد لما يصفونه "باحتكار" الديمقراطيين للقرار السياسي والديمقراطين لازالوا مصرين على الاحتفاظ بسلطة القرار السياسي .
من جهته وصف القيادي في الاتحاد الوطني إريز عبدالله هذه الانتخابات في مقال اطلعت / المعلومة / عليه ، أن نتائج الانتخابات "حدت من التسلط والتفرد بالقرار، لأن "الديمقراطي" لن يتمكن من تحقيق الاغلبية وإذا ما حاول تشكيل الحكومة مع أي طرف فإنها ستكون تحت رحمة البرلمان"، منوها إلى "صعوبة أن يتفق أي طرف مع الديمقراطي بنفس الصيغ السابقة، من دون تغيير أسلوب إدارة الحكم السابقة".
اما النائب السابق في البرلمان الاتحادي سركوت شمس الدين يعتقد أن الحكومة المقبلة ستكون عرضة للأزمات والصراعات "بالنظر على خسارة الديمقراطي لعامل الاغلبية، والتي شكلت السمة الأبرز للانتخابات الأخيرة، وسيحتاج هذا الحزب إلى وقت لكي يتآلف مع هذا الواقع، فهو الفائز الأول ، لكنه لا يمتلك الكتلة الأكبر لكي يفرض شروطه".
يذكر ان المكتبيين السياسيين البارتي واليكتي عقدا مساء الثلاثاء الماضي اجتماعا مشتركا في اربيل للمناقشة حول تشكيل حكومة الاقليم للدورة الانتخابية السادسة . انتهى / 25م