ملف التسليح.. السيادة العسكرية في مواجهة الفيتو الأميركي
المعلومة / تقرير..
يتواصل الحديثُ داخل أروقة الحكومة، سواء على مستوى الرئاسة أو وزارة الدفاع، حول ضرورة تطوير منظومة التسليح العراقية. الجميع يُدرك أهمية أن يتخذ العراق خطوات جدية نحو تعزيز قدراته العسكرية، إلا أن هذا الملف ما زال يراوح مكانه، مقتصرًا على تصريحات وبيانات بعيدة عن الواقع. يُعزى ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها الضغوط والسياسات الخارجية، إلى جانب غياب الإرادة السياسية الداخلية لدى القيادات للضغط باتجاه امتلاك العراق ما يحمي أجواءه وأراضيه في مواجهة التحديات الراهنة.
عدم تمكن العراق من الحصول على أسلحة متطورة يُفسَّر ضمن إطار الفيتو الأميركي المفروض على الحكومات المتعاقبة، الذي يمنعها من عقد صفقات تسليح مع دول أخرى. يعود هذا المنع إلى اعتبارات تتعلق بالمصالح الأميركية، وكذلك رغبتها في إبقاء العراق في حالة اعتماد دائم على الوجود العسكري الأميركي بذريعة الدفاع عنه. ورغم هذه الحجج، فإن الواقع يشير إلى غياب نتائج ملموسة، والشواهد على ذلك عديدة.
وبالحديث عن هذا الملف أكد عضو ائتلاف دولة القانون، عمران كركوش أن تطوير القدرات الدفاعية للعراق أصبحت ضرورة استراتيجية لمواجهة التهديدات المتزايدة في المنطقة.
ويقول كركوش في تصريح لوكالة / المعلومة /، ان "تصاعد استغلال الكيان الصهيوني لحالة انهيار الدولة السورية من خلال التوغل في الأراضي السورية وتدمير البنية الدفاعية العسكرية، يستدعي الحاجة الملحة لتطوير المنظومة الأمنية بصورة عاجلة".
ويضيف، ان "تطوير القدرات الدفاعية العراقية أصبح ضرورة استراتيجية لمواجهة التهديدات المتزايدة في المنطقة"، موضحا ان "تعزيز قدرات العراق الدفاعية لم يعد خيارًا بل أصبح واجبًا لضمان حماية السيادة الوطنية ومنع أي اعتداءات محتملة في ظل التوترات الإقليمية والصراعات المفتوحة".
الى ذلك حذر عضو تحالف الفتح علي عزيز، من استمرار سيطرة القوات الامريكية على الاجواء العراقية، لافتا الى اهمية توجه الحكومة نحو تقوية منظومة الدفاع الجوي والسيطرة على الاجواء لضمان عدم حدوث اي خرق معادي.
ويقول عزيز لـ /المعلومة/، ان "هناك قرار امريكي صهيوني لابقاء سلاح الجو العراقي ضعيفا غير قادر على مواجهة التحديات الخارجية او السيطرة والحفاظ على الاجواء من اي طيران او عبور لصواريخ معادية".
ويضيف ان "ضعف سلاح الجو سيجعل الاجواء مفتوحة امام العدو، وهو امر سعت لتحقيقه الادارة الامريكية من خلال تواجد قواتها داخل العراق وفرض الفيتو على الجانب التسليحي".
ويبين ان "هناك حاجة ماسة لتقوية القرار العراقي والذهاب باتجاه الحفاظ على السيادة عبر تقوية الدفاعات الجوية بعيدا عن اي تدخلات امريكية، وذلك من اجل الحفاظ على الاجواء".
وفي ظل المتغيرات الراهنة والتهديدات المتزايدة، سواء من قبل الكيان الصهيوني أو نتيجة لسيطرة العصابات الارهابية في سوريا، أصبح من الضروري التحرك العاجل نحو امتلاك منظومة تسليح متطورة. هذا التحرك ليس خيارًا بل ضرورة حتمية لحماية العراق من المخاطر المحدقة ومواجهة العدوان والإرهاب. انتهى 25د