مستقبل سوريا.. بين غموض المشهد وتصاعد التوترات الأمنية والسياسية
المعلومة / تقرير ..
لا يزال المشهد السوري غامضًا في ظل حالة من التوتر السياسي والأمني المستمرة حيث تعيش سوريا وضعًا معقدًا يتسم بتفكك المجتمع إلى فصائل وجماعات متصارعة، وتزايد العمليات الانتقامية التي تعيد البلاد إلى دائرة العنف ورغم انخفاض وتيرة المواجهات العسكرية المفتوحة، إلا أن الاستقرار الأمني والسياسي لا يزال بعيد المنال.
وتشهد سوريا غيابًا لأي بوادر حقيقية لعملية سياسية شاملة، حيث تتعثر المحاولات الدولية والإقليمية لإيجاد حل ينهي الصراع ويعيد بناء الدولة السورية.
وتبقى سيطرة الجماعات المسلحة والنفوذ الإقليمي والدولي على الأرض عوامل تعيق تحقيق الاستقرار.
وحول الموضوع يقول الخبير الامني فاضل ابو رغيف في تصريح لوكالة / المعلومة / إن " الوضع في سوريا لا يزال مبهماً، مع تصاعد المخاوف من دوامة عنف جديدة قد تجتاح المنطقة، مشيرًا إلى أن الأنباء الواردة تعكس حالة من التوتر المستمر الذي يهدد الاستقرار في سوريا بشكل خاص".
واضاف ان " التطورات في سوريا تشير إلى استمرار الانقسام بين فصائل وجماعات متطرفة، مع تصاعد عمليات الثأر والقتل والانتقام المتبادلة، مما يزيد من تأجيج الصراع ويعزز حالة عدم الاستقرار".
وبين أن " هذه العمليات لن تتوقف عند حد معين، بل ستؤدي بالضرورة إلى ردود فعل انتقامية على الضفة الأخرى، ما يعزز من دائرة العنف التي قد تخرج عن السيطرة إذا لم يتم احتواؤها".
وأوضح أن " التجربة السورية من حيث السيناريو باتت تحاكي بشكل كبير ما حدث في العراق خلال سنوات الصراع، حيث كان الهدوء النسبي في بعض الأحيان لا يعبر عن استقرار حقيقي، بل كان مشروطًا بالحيطة والحذر، وهو أمر لا يمكن أن يدوم في ظل استمرار العوامل المحفزة للصراع".
وأشار إلى أن " أي هدوء يُلاحظ الآن في سوريا هو نسبي، ولا يعكس حلاً شاملاً أو دائماً، بل قد يكون مجرد فترة قصيرة تسبق تصعيداً جديداً في حال لم تتوفر الإرادة السياسية والدولية لحل الأزمة جذرياً".
في ظل هذه الأوضاع يلعب العراق دورًا حيويًا في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، لا سيما في علاقته مع سوريا.
ويواجه العراق تحديات كبرى تتمثل بحماية امنه القومي وتعزيز التعاون مع دول الجوار كجزء من استراتيجية إقليمية تهدف إلى مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، بما في ذلك الإرهاب.
وبشأن الموضوع يقول عضو لجنة الامن والدفاع النيابية محمد الشمري في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن " الحكومة العراقية تبذل جهودًا كبيرة لتعزيز مفهوم الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها بعض دول الجوار".
واشار إلى أن " الوضع في سوريا ما زال يشكل مصدر قلق كبير، وهو أمر غير مريح للعراق، الذي يسعى لتجنب أي تهديدات قد تعرض أمنه أو استقراره للخطر".
وأضاف أن " زيارة الوفد الحكومي العراقي إلى دمشق جاءت في إطار دعم وتعزيز التفاهمات الأمنية بين البلدين، والوقوف على توجهات الحكومة السورية الجديدة في ظل التغيرات الإقليمية والدولية".
وأوضح أن " العراق ينظر إلى التعاون الأمني مع سوريا كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى محاربة الإرهاب ومنع تمدده، فضلًا عن ضبط الحدود المشتركة التي تعد ملفًا حساسًا ومهمًا للطرفين".
وختم تصريحه بالقول إن " الأمن والاستقرار الإقليميين هما الأساس لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العراق والمنطقة، وهذا ما تسعى إليه الحكومة العراقية في جميع تحركاتها وقراراتها".
المستقبل السوري لا يزال غامضًا، ومع استمرار حالة عدم الاستقرار، يبقى على دول المنطقة، وفي مقدمتها العراق، اتخاذ خطوات حاسمة لحماية أمنها القومي وتعزيز التعاون الإقليمي.انتهى 25/س