الشيعة في العراق يُفشلون المشاريع الأمريكية ويرفضون التدخلات الخارجية
المعلومة / بغداد ..
في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، راهنت الولايات المتحدة على تشكيل نظام سياسي يتيح لها فرض نفوذها على العراق بشكل مباشر أو غير مباشر.
وقد كانت التوقعات الأمريكية تشير إلى إمكانية التحكم بالقوى السياسية الشيعية، معتبرة أنها ستكون طائعة لإرادتها بسبب الدعم الذي قدمته واشنطن في إسقاط النظام السابق وإعادة تشكيل النظام السياسي العراقي.
ومع ذلك، خابت هذه التوقعات بشكل واضح مع تصاعد مقاومة القوى السياسية الشيعية للضغوط الأمريكية، مما أعاق قدرة واشنطن على تحقيق مشاريعها الاستراتيجية في البلاد.
وبدلاً من الخضوع للضغوط الأمريكية، أثبتت القوى السياسية الشيعية أنها قادرة على حماية استقلالية قرارها السياسي من خلال التصدي للمشاريع الامريكية وتعزيز العلاقات الإقليمية بالإضافة إلى دعم السيادة الوطنية.
وحول الموضوع يقول القيادي في دولة القانون حيدر اللامي في تصريح لوكالة / المعلومة /، إن " الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع فرض جميع مخططاتها على أرض العراق، مشيراً إلى أن الموقف السياسي العراقي، وخاصة من البيت الشيعي المتمثل بالإطار التنسيقي، لعب دوراً محورياً في التصدي للضغوط الأمريكية".
وأوضح أن " عندما تشكّل البيت السياسي العراقي الجديد كانت الولايات المتحدة تتوقع أن يكون هذا البيت وخصوصاً القوى الشيعية طائعاً بالكامل لإرادتها، لكنها تفاجأت بالمطالبات الواضحة بإخراج القوات الأمريكية ورفض الهيمنة والتدخلات الأمريكية".
وأضاف أن " لو كان القادة السياسيون العراقيون طائعين لواشنطن لكانت الكثير من الأمور تغيّرت وفقاً لما تريده الولايات المتحدة، لكن رفض السياسيين العراقيين للمشاريع الأمريكية أفشل العديد من المخططات التي كانت تهدف إلى التأثير على سيادة العراق واستقلال قراره".
وأشار إلى أن " الأمريكيين صُدموا من ردود الفعل العراقية، وكيف تم القضاء على صدام حسين الذي وصفوه بالابن البار لهم، ليُستبدل بنظام سياسي يرفض الوجود الأمريكي ويسعى إلى الحفاظ على سيادة العراق".
وشدد اللامي على أن " ما يخطط له الأمريكيون قد لا يتحقق على أرض العراق، لأن القرار النهائي يعود للشعب العراقي وممثليه المنتخبين، الذين يقررون ما يكون على أرض العراق، بعيداً عن أي تدخل خارجي".
رغم الاستثمارات الكبيرة التي وضعتها الولايات المتحدة في العراق، فإن الواقع السياسي الحالي يمثل تحديًا كبيرًا لها.
أثبتت القوى السياسية الشيعية قدرتها على مقاومة الضغوط الأمريكية ورفض المشاريع التي تتعارض مع مصالح العراق وسيادته، مما يجعل النفوذ الأمريكي في البلاد مهددًا بالتراجع، في ظل استمرار تصاعد التوترات الإقليمية والتغيرات في توازن القوى.انتهى 25/س