سوريا بين نار الصراعات الداخلية وضغوط التسويات الدولية... أي مستقبل ينتظر الجماعات المسلحة؟”
المعلومة / بغداد ...
يقف المشهد الحالي في سوريا على مفترق طرق مصيري، فهل ستغرق البلاد في صراعات جديدة بين الجماعات المسلحة على النفوذ والسلطة؟ أم أن القوى الإقليمية والدولية ستنجح في فرض صيغة تفاهم تعيد ترتيب المشهد وتضع حدًا للصراعات الدامية؟
الصراعات الداخلية: جذور متأصلة وتحديات متجددة
تتشكل خريطة الجماعات المسلحة في سوريا من خليط متباين من الفصائل، تتباين أهدافها وتحالفاتها، رغم الهيمنة الظاهرة لجماعة تحرير الشام بعد استيلائها على الحكم بدعم دولي، فإن الخلافات بين الفصائل مستمرة وتزداد حدة مع تغير موازين القوى.
التنافس الأيديولوجي
الصراعات بين الفصائل لا تقتصر على النفوذ الميداني، بل تمتد إلى أيديولوجيات متناقضة، جبهة النصرة ، تعتزم تقديم نفسها كقوة معتدلة بحجة الاستقرار، بينما ترفضها جماعات مثل “حراس الدين” التي ترى في هذه المحاولات مكشوفة للجميع ومعروفة الأهداف ..
التأثير التركي
تركيا، الحليف الأقوى لبعض الفصائل المعارضة، تدفع باتجاه الحفاظ على التوازنات بما يخدم مصالحها الاستراتيجية، لكنها قد تصطدم مع طموحات الجولاني الذي يسعى لإعادة ترتيب المشهد على أسس جديدة وبذلك يصبح التلميذ أستاذا متمردا عليها .
بين الصراع والتسوية
يبقى مستقبل سوريا في ميزان غير متزن بين الفوضى الداخلية وضغوط التسويات الخارجية، الجماعات المسلحة تواجه تحديات وجودية في ظل غياب رؤية موحدة للإدارة الجديدة ، وفي الوقت نفسه، تقف القوى الإقليمية والدولية على أهبة الاستعداد لإعادة تشكيل الخارطة بما يتوافق مع مصالحها.
السؤال الأكبر: هل ستشهد سوريا استقرارًا عبر التفاهمات السياسية، أم أن الانقسامات المتجذرة ستبقي الصراعات مشتعلة؟ الإجابة ستتحدد في قادم الأيام، حيث تختلط حسابات الداخل بتوازنات الخارج.انتهى / 25