الاحتلال التركي لشمال العراق…استباحة للسيادة واغتيال للطبيعة وتشريد للبشر
المعلومة / بغداد …
في السنوات الأخيرة، تصاعدت الانتهاكات التركية في شمال العراق تحت ذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني (PKK)، مما أدى إلى نتائج كارثية على السكان المدنيين والبيئة الطبيعية في تلك المناطق.
الاحتلال التركي لشمال العراق
بدأت تركيا بشن عمليات عسكرية واسعة النطاق داخل الأراضي العراقية، وبالتحديد في إقليم كردستان، منذ عام 2019، في إطار ما أسمته “مكافحة الإرهاب”. لكن هذه العمليات تجاوزت الحدود العسكرية وأخذت شكل احتلال فعلي لمناطق واسعة ،حيث أقامت القوات التركية قواعد عسكرية دائمة، وصلت إلى أكثر من 40 قاعدة، موزعة في المناطق الجبلية والقرى الكردية.
الوجود العسكري التركي ليس مؤقتًا أو محدودًا، بل تشير التقارير إلى أن تركيا تخطط للبقاء لفترة طويلة من خلال توسيع قواعدها وتعزيز بنيتها التحتية العسكرية.
هذا الاحتلال قوبل بتنديد واسع من الحكومة العراقية، التي وصفت هذه التدخلات بانتهاك صارخ للسيادة الوطنية.
تجريف الغابات والكارثة البيئية
إحدى الجرائم البارزة التي رافقت الاحتلال التركي هي تجريف الغابات في شمال العراق . حيث تمتد هذه الغابات على مساحات شاسعة وتشكل مصدر رزق أساسي للسكان المحليين، إلى جانب كونها موطنًا للتنوع البيولوجي.
تشير تقارير منظمات بيئية محلية ودولية إلى أن القوات التركية تعمل على إزالة مساحات واسعة من الأشجار لتحصين قواعدها العسكرية أو استخدامها في تجارة الأخشاب ويُقدر أن آلاف الأشجار تم اقتلاعها، مما يؤدي إلى تدمير البيئة الطبيعية، تفاقم التصحر، وزيادة تدهور الأراضي الزراعية.
قتل المدنيين وتشريدهم
إلى جانب التدمير البيئي، تسببت العمليات العسكرية التركية في قتل وتشريد المدنيين بفعل الغارات الجوية والقصف المدفعي التركي، الذي غالبًا ما يصيب القرى والمناطق السكنية، أدى إلى مقتل مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وفقًا لتقارير حقوقية، نزح آلاف السكان من قراهم، حيث أصبحت الحياة هناك مستحيلة بسبب القصف المتكرر والخوف المستمر من الغارات الجوية ، هؤلاء النازحون يجدون أنفسهم أمام مستقبل غامض في ظل غياب دعم كافٍ من الجهات الحكومية والدولية.
وفي السياق، أكدت لمتحدثة باسم كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني سوزان منصور ، ان الانتهاكات التركية تسببت باستشهاد العشرات من العراقيين.
وقالت منصور في تصريح لوكالة / المعلومة / ،إن" الحكومة العراقية ملزمة في وضع حد للانتهاكات التي تطال سيادة العراق، لاسيما الانتهاكات التركية المستمرة للقرى الكردية ".
وأضافت ان" اي اعتداء يطال سيادة العراق امر مرفوض"، لافتة الى ان "هناك صمتا ازاء الانتهاكات التركية المخالفة لحقوق الانسان وللقوانين الدولية".
وأشارت منصور إلى أن "الانتهاكات التركية تسببت باستشهاد العشرات من العراقيين".
تواطؤ المجتمع الدولي
على الرغم من الانتهاكات الواضحة، فإن المجتمع الدولي لم يتخذ موقفًا حازمًا ضد التدخلات التركية. الصمت الدولي يُفسر على أنه تواطؤ، حيث تُمنح تركيا مساحة لمواصلة انتهاكاتها دون عقاب.
المطالب المحلية والدولية
• الحكومة العراقية: مطالبة باتخاذ خطوات أكثر حزمًا عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية لإجبار تركيا على الانسحاب.
• المجتمع الدولي: الضغط على تركيا لوقف عملياتها العسكرية والانسحاب الفوري من الأراضي العراقية.
المنظمات البيئية: ضرورة التدخل لوقف تجريف الغابات وحماية التنوع البيئي في المنطقة.
•منظمات حقوق الإنسان: توثيق الجرائم والانتهاكات لضمان محاسبة المسؤولين عنها.
ويُظهر الاحتلال التركي لشمال العراق جانبًا آخر من الصراعات وطموحات اردوغان التي يدفع ثمنها المدنيون والبيئة على حد سواء ويتطلب الوضع الراهن تحركًا عاجلًا لإنقاذ ما تبقى من الأرواح والمقدرات الطبيعية في هذه المناطق المنكوبة . فضلا عن اعادة سيادة العراق على المناطق المحتلة وطرد القوات التركية.انتهى/25