السفارة الأمريكية في بغداد.. مؤسسة دبلوماسية ام مركز للقرار العسكري؟
المعلومة / خاص ...
في قلب العاصمة العراقية بغداد، تقف السفارة الأمريكية كواحدة من أكبر المنشآت الدبلوماسية في العالم ، إلا أن هذه السفارة تجاوزت مفهوم العمل الدبلوماسي التقليدي، وتحولت تدريجيًا إلى ثكنة عسكرية متكاملة تُدار منها قرارات استراتيجية، قد يرى البعض أنها تتجاوز أطر السيادة العراقية، فيما يصفها آخرون بأنها عنصر أساسي لإثارة توترات تؤثر على السلم الأهلي.
تعزيز التواجد العسكري: حماية أم فرض نفوذ؟
شهدت السفارة الأمريكية منذ سنوات تعزيزًا ملحوظًا لتواجدها العسكري، حيث تشير التقارير إلى وجود آلاف الجنود والمستشارين العسكريين داخل مجمع السفارة. وتمتلك السفارة منظومة أمنية متطورة، تشمل دفاعات جوية وصواريخ قصيرة المدى، في مشهد يُظهر تحوّلها من مؤسسة دبلوماسية إلى قاعدة عسكرية وسط بغداد.
هذا التواجد العسكري يثير تساؤلات حول الدور الحقيقي للسفارة الامريكية في العراق ، هل الهدف منه حماية المصالح الامريكية ؟ ام انه يندرج ضمن استراتيجية النفوذ على القرار السياسي في بغداد؟ .
صلاحيات واسعة وتأثيرات على القرار العراقي
لا تقتصر أنشطة السفارة على العلاقات الدبلوماسية التقليدية، بل تشير التقارير إلى تدخلها في صياغة السياسات العراقية، خاصة في الملفات الأمنية والاقتصادية. ويُعتقد أن الاجتماعات السرية التي تُعقد داخل أسوار السفارة، بمشاركة مسؤولين عراقيين وأمريكيين، تؤدي أحيانًا إلى تغييرات جذرية في القرارات الحكومية.
كما يُثار الجدل حول استخدام السفارة كمنصة للتأثير على تشكيل الحكومات العراقية، وضمان توافقها مع المصالح الأمريكية، مما يضعف أحيانًا الاستقلالية الوطنية ويثير غضب أطراف محلية وإقليمية.
دور السفارة في إثارة توترات السلم الأهلي
تُلعب السفارة دورًا في إثارة التوترات السياسية والمجتمعية داخل العراق،إذ يرى مراقبون أن دعم السفارة لجهات أو شخصيات معينة يعزز الانقسام الداخلي ويؤدي إلى تقويض السلم الأهلي.
كما تبرز بعض الأطراف مخاوف من أن القرارات الأمريكية الصادرة من داخل السفارة تزيد من الاستقطاب الطائفي والسياسي، وتجعل العراق ساحة صراع إقليمي ودولي، بدلًا من أن يكون دولة ذات سيادة مستقلة قادرة على رسم مستقبلها بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
ردود الأفعال المحلية والدولية
على الصعيد الشعبي، يزداد الغضب من التدخل الأمريكي، مع تكرار المظاهرات المطالبة بإغلاق السفارة أو تقليص دورها، كما تنظر قوى إقليمية بعين القلق إلى هذا التواجد المكثف، معتبرة أنه تهديد لمصالحها في العراق.
تُثير السفارة الأمريكية في بغداد جدلًا متواصلًا حول دورها وتأثيرها على مستقبل البلاد حيث يراهاالعراقيين سببًا للتوتر والانقسام،لييبقى السؤال مطروحًا: هل يمكن للعراق أن يستعيد قراره المستقل وسط هذا التواجد العسكري المكثف؟
وتعد السفارة الأمريكية في بغداد ليست مجرد مبنى دبلوماسي، بل أصبحت رمزًا لتقاطع المصالح والصراعات التي تعصف بالعراق، ما يجعلها محورًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل هذا البلد الذي يطمح إلى استعادة سيادته الكاملة . انتهى / 25