مماطلة أمريكا بسحب قواتها من العراق وقوى سياسية غاضبة
المعلومة/ تقرير..
في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة ولاسيما بعد استيلاء الجماعات الإرهابية على سوريا، تعمل الولايات المتحدة على تثبيت وجودها العسكري على الأراضي العراقية دون اكتراث باتفاقها مع بغداد على سحب قواتها نهاية العام الحالي.
وتحذر قوى سياسية عراقية من خطورة النوايا الأمريكية خاصة مع اعترافها اليومي بانها دولة محتلة، مؤكدة أنها ستواجه مقاومة عسكرية اذا قررت عدم الانسحاب من العراق.
وفي هذا الصدد، دعت منظمة بدر، اليوم الخميس، إلى "جهاد سياسي" لإخراج القوات الأمريكية من العراق والاستعانة بدول صديقة كالصين وروسيا للضغط بهذا الاتجاه، محذرة من أن أي قرار باستمرار الاحتلال بعد انتهاء المدة المحددة للانسحاب سيواجه بمقاومة عسكرية.
ويقول القيادي في المنظمة محمد البياتي في حديث لوكالة /المعلومة/، إن "الولايات المتحدة تعترف بشكل يومي أنها محتلة وإخراج قواتها من العراق يحتاج إلى ضغط ومقاومة لهذا الاحتلال فليس هناك عراقي شريف يقبل باستمراره منذ 23 عاماً رغم أن البرلمان دعا لإخراجه"، مبيناً أن "الأمر يحتاج إلى جهاد سياسي وعسكري وضغط من الدول الصديقة مثل الصين وروسيا".
ويضيف، أن "أمريكا سبب كل مآسينا وما نعاني منه، وإذا كان هناك قرار أمريكي بعدم الخروج من العراق فإنها ستحرج نفسها وتحرج الحكومة العراقية أمام فصائل المقاومة التي تعتبر هذا الموضوع خطا أحمرا وليست محلاً للتفاهم"، مبيناً أن "الاحتلال الأمريكي سيواجه عمليات عسكرية إذا استمر في البقاء على الأراضي العراقية، وبقاؤه ليس فيه مصلحة لأمريكا أو العراق ودول الجوار".
في الأثناء، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز نفوذها في المنطقة عبر تسهيل سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مواقع عسكرية في سوريا ما يزيد من حدة المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها العراق.
ويؤكد القيادي في الإطار التنسيقي، جبار عودة، اليوم الخميس، أن القوات الأمريكية في سوريا سهلت لتنظيم داعش السيطرة على أكثر من 18 موقعًا عسكريًا تابعًا للجيش السوري، ضمن استراتيجية تهدف إلى تعزيز نفوذ واشنطن في المنطقة.
ويوضح عودة في تصريح لوكالة/ المعلومة/ إن "الهدف الأمريكي في سوريا ليس القضاء على داعش، بل إبقاؤه كأداة لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية"، مشيرا الى ان "الولايات المتحدة تستخدم التنظيم كذريعة لتوسيع وجودها العسكري في سوريا والسيطرة على مزيد من الموارد الطبيعية".
ويلفت إلى أن "القوات الأمريكية سهلت لداعش السيطرة على هذه المواقع العسكرية بعد أحداث 8 كانون الأول الماضي، وهو ما يبرز عدم رغبة واشنطن في إنهاء التنظيم الإرهابي"، مؤكدا ان "هذه القوات تتجنب الاشتباك مع داعش رغم انتشاره الواسع في البادية السورية، ولا تستهدف مقراته بالقصف، مما يثير تساؤلات حول دور واشنطن الخفي في تعزيز وجود التنظيم في هذه المناطق".
ويشير إلى أن "الولايات المتحدة تترك داعش ليتوسع في مناطق معينة في سوريا، حيث يتم تمويله ودعمه من قبل دوائر المخابرات الأمريكية، مستخدمةً التنظيم كذريعة لاستهداف البنية التحتية للمدن السورية وتدميرها تحت ادعاء محاربة داعش، بينما تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة".
ويبين أن "داعش يحصل على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات من مخازن الجيش السوري في المناطق التي يسيطر عليها، مما يعزز قدراته العسكرية ويوسع نطاق تهديده".
وعمل داعش الإرهابي في الآونة الأخيرة على الانتشار من جديد في مناطق سوريا عديدة وخاصة في البادية المحاذية للعراق الأمر الذي يثير قلقاً دولياً من عودة نشاطه بشكل أكبر مستفيداً من سيطرة الجماعات الإرهابية على سوريا والتي كان بعضها جزءاً منه. انتهى 25 ب