سوريا والفوضى الخلّاقة.. "صراع القوى وحلم الخلاص"
المعلومة / خاص …
يشهد الداخل السوري تصاعدًا متسارعًا في التوترات والصراعات بين مختلف القوى المتناحرة، وعلى رأسها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”هيئة تحرير الشام”، في مواجهة مع الفصائل الأخرى التي تنتمي إلى مشارب وتوجهات متباينة. هذا الصراع الذي يتخذ أشكالًا عسكرية وسياسية يعمّق من معاناة المدنيين ويزيد من حالة الفوضى التي تنخر المنطقة منذ سنوات.
من جهة، تعمل “قسد” على تعزيز نفوذها في المناطق ذات الأغلبية الكردية وما حولها، مستندة إلى دعم دولي وأجندات خاصة، في المقابل تسعى “هيئة تحرير الشام” إلى تكريس سلطتها في معظم مناطق سوريا ، محاوِلة توسيع نفوذها تحت شعارات مختلفة.
وبين الطرفين، تجد الفصائل الأخرى نفسها في حالة ضعف أو تشتت، مما يجعلها عاجزة عن تقديم مشروع بديل حقيقي أو حماية المدنيين من الانتهاكات المستمرة من قبل عصابات الجولاني .
هذا الصراع المستعر لا يقتصر على التحركات الميدانية، بل يمتد إلى استراتيجيات سياسية واقتصادية تُعقد المشهد أكثر، مع استغلال الأطراف الدولية والإقليمية للوضع لتحقيق مكاسبها الخاصة ، أما المدنيون، الذين يدفعون الثمن الأكبر، فيعيشون بين نار عصابات الجولاني والمواجهات مع الفصائل الأخرى وتداعيات الجوع والنزوح.
في ظل هذه الأوضاع، يبرز السؤال: هل يمكن للسوريين أن يتجاوزوا هذه الفوضى الخلّاقة التي صارت عبئًا على مستقبلهم؟ الإجابة تكمن في يد الأحرار منهم، أولئك الذين يملكون إرادة حقيقية للوقوف ضد المشاريع الخارجية والتشرذم الداخلي، ساعين نحو مشروع وطني جامع يعيد للسوريين كرامتهم وأرضهم ومستقبلهم.
يبقى مستقبل سوريا مرهون بقدرة أبنائها على تجاوز هذه الانقسامات، وخلق رؤية موحدة تنبذ الصراعات، بعيدًا عن أجندات القوى المتصارعة. فهل ستشهد الأيام القادمة بصيص أمل، أم أن الفوضى ستبقى عنوانًا لمشهد لا ينتهي؟.انتهى/25