“شيطنة الحشد الشعبي".. بين حملات التشويه الدولية ومخططات تقسيم العراق
المعلومة / خاص …
منذ سنوات، أصبح الحشد الشعبي في العراق هدفًا لحملات تشويه مستمرة تسعى للنيل من شرعيته ودوره الوطني. هذه الحملات، التي تتبناها جهات دولية وإقليمية، تتخذ أشكالًا متعددة، من اتهامات ملفقة إلى حملات إعلامية ممنهجة تهدف إلى إثارة الرأي العام ضد هذا الكيان الذي أثبت فعاليته في الدفاع عن سيادة العراق ومواجهة التنظيمات الإرهابية مثل “داعش”.
تشويه الحشد: الأسباب والأدوات
يؤكد مراقبون أن محاولات “شيطنة” الحشد الشعبي ليست عشوائية، بل تقف وراءها أجندات دولية تهدف إلى تفكيك المنظومة الأمنية العراقية وإضعافها. هذه المحاولات تصب في إطار استراتيجية أوسع لجعل العراق ساحة لصراعات إقليمية ودولية، على غرار ما حدث في سوريا، بهدف تقسيم البلاد إلى كيانات صغيرة متناحرة.
تتخذ هذه الحملات أشكالًا عدة، منها:
1. الإعلام المضلل: عبر قنوات ومواقع إخبارية تتبنى سرديات تُظهر الحشد كتهديد للأمن المحلي أو كأداة بيد جهات خارجية.
2. الضغوط الدولية: فرض عقوبات على قيادات في الحشد ومحاولة إدراجه ضمن قوائم الإرهاب، مما يهدف إلى عزله سياسيًا وعسكريًا.
3. إثارة الانقسامات الداخلية: الترويج لانقسامات طائفية وعرقية داخل العراق وربط الحشد بمصالح طائفية محددة، رغم طابعه الوطني.
دوافع دولية وإقليمية
تتقاطع هذه الحملات مع رغبة بعض القوى الإقليمية والدولية في ضمان أمن إسرائيل من خلال تفكيك الدول القريبة منها، ومن بينها العراق. المخططات الدولية تهدف إلى خلق فراغ أمني وسياسي في العراق يُضعف دوره الإقليمي ويجعله غير قادر على مواجهة التحديات الاستراتيجية.
الحشد ومشاريع التقسيم
يسعى الحشد الشعبي إلى إفشال هذه المخططات من خلال التمسك بثلاثة محاور أساسية:
• دعم الاستقرار الداخلي: عبر تأمين المناطق المحررة من الإرهاب والحفاظ على التماسك الوطني.
• رفض التدخلات الخارجية: الحشد أصبح رمزًا لسيادة العراق، ويرفض أن يكون أداة بيد أي جهة خارجية.
• حماية وحدة العراق: الوقوف ضد أي محاولات لتقسيم البلاد على أسس طائفية أو عرقية.
رؤية مستقبلية
تتطلب مواجهة هذه الحملات الممنهجة استراتيجيات وطنية متماسكة، تبدأ بتعزيز الخطاب الإعلامي الوطني الذي يكشف زيف الاتهامات الموجهة للحشد. إضافة إلى ذلك، فإن الحفاظ على وحدة القرار السياسي وتغليب المصلحة الوطنية يُعد أمرًا ضروريًا لقطع الطريق على هذه الأجندات المشبوهة.
ختاما يبقى الحشد الشعبي، الذي نشأ من رحم الحاجة الوطنية، يواجه اليوم تحديات كبيرة على المستويين الداخلي والخارجي. ومع ذلك، يظل عاملًا رئيسيًا في الحفاظ على أمن العراق واستقراره، رغم كل المحاولات لشيطنته وإبعاده عن الساحة.
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل سينجح العراق في تحصين جبهته الداخلية ضد هذه المؤامرات، أم أن مشاريع التقسيم ستجد لها منفذًا؟.انتهى/25