قنبلة الحدود العراقية : وادي حوران البؤرة الغامضة وخطر تمدد داعش بين العراق وسوريا
المعلومة / خاص …
يقع وادي حوران في محافظة الأنبار غرب العراق، وهو أكبر وادٍ في العراق يمتد على مساحات وعرة وغير مأهولة بالسكان ، يتميز بتضاريسه الصعبة التي توفر غطاءً طبيعياً لتحركات التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش.
ما زال الوادي يُعتبر ممراً استراتيجياً لهذه الجماعات، خصوصاً مع قربه من الحدود السورية التي تُعاني من فوضى أمنية وتداخل نفوذ دولي.
هل لا يزال وادي حوران ممراً لتحركات داعش؟
رغم الضربات الأمنية المكثفة التي نفذتها القوات العراقية يظل وادي حوران ملاذاً لبعض خلايا داعش ويعود ذلك إلى:
1. صعوبة السيطرة الجغرافية: تضاريس الوادي تجعل من الصعب فرض رقابة دائمة.
2. قربه من الحدود السورية: يشكل نقطة اتصال بين العراق والمناطق السورية التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حيث تتواجد سجون تضم الآلاف من مقاتلي داعش.
3. توفير الدعم اللوجستي: يعتمد التنظيم على شبكات تمويل معقدة تشمل تهريب النفط، وابتزاز السكان المحليين، والدعم من جهات خفية لا تزال غير معروفة تماماً.
السجون تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية: مصدر قلق عراقي وإقليمي
تدير قوات سوريا الديمقراطية أكثر من 10 سجون رئيسية تحتوي على حوالي 10,000 مقاتل من داعش، بما في ذلك قادة بارزون. أخطر هذه السجون هي تلك الواقعة في الحسكة والشدادي.
الخطر الكامن:
1. محاولات الهروب: شهدت هذه السجون محاولات متكررة لتحرير معتقلي داعش، بمساعدة خلايا التنظيم النشطة.
2. تجمع للقيادات: تضم السجون قيادات مهمة قد تسهم في إعادة بناء التنظيم إذا أُطلق سراحها.
3. غياب الحلول الدولية: لا يزال المجتمع الدولي عاجزاً عن التعامل مع هذه القنبلة الموقوتة.
العلاقة بين سجون قسد ووادي حوران
تعتبر السجون تحت سيطرة قسد والممرات المفتوحة في وادي حوران وجهين لعملة واحدة بالنسبة لداعش.
الدور المشبوه: هناك مخاوف عراقية ودولية من أن قوات قسد، تحت الضغط الأمريكي، قد تستخدم هذه السجون كورقة ضغط، إما عبر إطلاق سراح السجناء أو التغاضي عن هروبهم.
التواصل اللوجستي: تشير تقارير إلى أن خلايا داعش تستفيد من الثغرات الأمنية في المناطق الحدودية لتأمين دعم للمحتجزين أو تنسيق عمليات هروبهم.
لماذا العراق متخوف من هذه السجون؟
1. تهديد مباشر للأمن: العراق يخشى أن يتحول أي اختراق في هذه السجون إلى هجوم واسع النطاق على حدوده.
2. إعادة إحياء التنظيم الارهابي : تكدس قيادات داعش في السجون يمنح التنظيم فرصة لإعادة تشكيل نفسه.
3. تصدير الفوضى: إطلاق سراح هذه الأعداد الكبيرة يمكن أن يؤدي إلى انتشار الإرهاب في العراق والمنطقة.
هل تمثل هذه السجون أداة ضغط أمريكية؟
منذ تصاعد الدعوات الشعبية والسياسية لطرد القوات الأمريكية من العراق، تشير بعض التحليلات إلى أن الولايات المتحدة قد تستخدم سجون داعش كورقة مساومة. أي فوضى أمنية ناتجة عن انهيار السيطرة على هذه السجون قد تخلق أزمة جديدة تدفع العراق إلى طلب دعم أمريكي مجدداً.
وادي حوران وسجون قسد كقنبلة موقوتة
وادي حوران، بارتباطه اللوجستي والأمني بالسجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية، يمثل تهديداً حقيقياً للأمن العراقي والإقليمي. إذا لم يتم التعامل مع هذه الملفات بحكمة وتعاون دولي، فإن المنطقة قد تواجه موجة جديدة من الفوضى والإرهاب.
طرق الخلاص وتامين المنطقة
1. تعزيز التعاون الأمني والاستخباري بين العراق والدول المعنية.
2. الضغط على المجتمع الدولي لإيجاد حلول عاجلة لأسرى داعش في سجون قسد.
3. تكثيف العمليات العسكرية في وادي حوران لتجفيف منابع الإرهاب.
وحذر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الموسع بشأن سوريا بالعاصمة السعودية الرياض، من استمرار خطر تنظيم داعش الإرهابي الذي لا يزال يمثل تهديداً في المنطقة.
وقال حسين، إن "العراق يراقب بدقة الوضع الأمني لـ(26) سجناً تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية"، لافتاً إلى أن "وادي حوران الممتد بين الأنبار ودرعا أصبح ممراً لتحركات عناصر تنظيم داعش الإرهابي".
وتابع: "يتواجد في السجون التي تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية أكثر من عشرة آلاف سجين من عناصر وقادة تنظيم داعش الإرهابي".انتهى/25