الوجود الصهيوني في كردستان مابين التعاون السري والمخاطر الجيوسياسية
المعلومة/ خاص…
اثار تواجد المنظمات والشركات الصهيونية في إقليم كردستان العراق جدلاً واسعاً، خصوصا إن هناك تزايداً ملحوظاً في نشاط هذه الكيانات في المنطقة.
أصبحت هذه المنظمات جزءاً من المشهد الاقتصادي والسياسي في كردستان، مما يعكس العلاقات المعقدة بين الإقليم والكيان الصهيوني، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما هي الأسباب التي تقف وراء هذا التواجد؟ وما هي طبيعة هذه الأنشطة؟
أسباب التواجد:
1. التعاون الاقتصادي والتجاري: تواصل كردستان مع الكيان الصهيوني في مجال التجارة والاقتصاد منذ سنوات طويلة، ففي السنوات الأخيرة، تطورت هذه العلاقة لتشمل مشاريع مشتركة في العديد من القطاعات مثل التكنولوجيا، الطاقة، والزراعة حيث ان الشركات الصهيونية، لا سيما في مجال النفط والطاقة، تجد في كردستان بيئة ملائمة للاستثمار بسبب وجود موارد طبيعية غنية مثل النفط والغاز.
2. التعاون الأمني والعسكري: في إطار الوضع الأمني المضطرب في المنطقة، تبحث كردستان عن دعم عسكري واستخباراتي لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها، مثل تهديدات داعش الارهابي والتحديات من جانب الحكومة المركزية في بغداد، كما تستعين كردستان بهذا الكيان لما له من خبرة واسعة في مجال الأمن والاستخبارات، لتقديم بعض المساعدات في هذه المجالات، مما يساهم في زيادة التواجد الصهيوني في الإقليم.
3. العلاقات السياسية الاستراتيجية: مع التوترات بين العراق والكيان الغاصب، يسعى إقليم كردستان إلى تعزيز علاقاته مع العدو المحتل كجزء من تحالفات استراتيجية متنوعة.
أسماء وأماكن التواجد:
بينما لا يتم الإعلان علنياً عن جميع الشركات والمنظمات الصهيونية العاملة في كردستان، توجد بعض الشركات التي تعمل في قطاعات متعددة، ومن بين الشركات البارزة في المجال الاقتصادي يمكن ذكر:
• شركة “شيفرون”، التي تتعاون مع شركات إقليمية وصهيونية في مجال استخراج النفط.
• شركة “ماتيمو”، التي تعمل في مجال التكنولوجيا والاتصالات.
كما توجد مكاتب تمثيلية لعدد من المنظمات الصهيونية، والتي تعمل على تعزيز التعاون الثنائي في مجالات التجارة والتعليم والتدريب المهني.
طبيعة الأنشطة:
الأنشطة الصهيونية في كردستان متنوعة وتعكس التوجهات الاقتصادية والسياسية للإقليم، وهذه الأنشطة بظاهرها إيجابي وباطنها نوايا سلبية لإيجاد موطيء قدم في العراق من خلال تسهيلات تقدمها حكومة الإقليم.
الاستثمار في مجال النفط والغاز: حيث تعمل العديد من الشركات الصهيونية في مجال التنقيب والإنتاج، إذ تبحث عن فرص في حقول النفط والغاز في كردستان.
التعاون في قطاع التكنولوجيا والابتكار: مع تقدم التكنولوجيا الصهيونية في العديد من المجالات، مثل البرمجيات، والطاقة المتجددة، والطب، تعتبر كردستان سوقاً واعداً لهذه التكنولوجيا.
التدريب والتعليم: تقدّم بعض المنظمات الصهيونية برامج تدريبية في مجالات متعددة، بما في ذلك الأمن السيبراني والطب والتقنيات الحديثة.
ويبقى التواجد الصهيوني في كردستان ليس ظاهرة عابرة، بل هو جزء من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري والسياسي، وفي ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، يسعى إقليم كردستان إلى الاستفادة من هذه العلاقات لتأمين استقراره وتعزيز نموه الاقتصادي.
ومع ذلك، يمثل هذا التواجد مثار جدل في العديد من الأوساط السياسية والشعبية في المنطقة، حيث يتسم بالسرية والتكتم. انتهى /٢٥