مؤتمر للبعثيين بالأردن.. ورقة ابتزاز محترقة ودور أمريكي غامض
المعلومة/ تقرير..
تؤكد قوى سياسية سعي دول عربية وأجنبية لتجميع بقايا حزب البعث المحظور وإقامة مؤتمر لها في الأردن كوسيلة لابتزاز العراق الذي يشهد مستوى من الاستقرار.
وأقيمت مؤتمرات عديدة لحزب البعث في الأردن خلال السنوات الماضية وجميعها لم تسفر عن شيء يذكر باستثناء الخطابات التي لا أثر لها، بينما يحاول أعضاء في الحزب استغلال الأحداث الكبيرة في المنطقة إعلامياً لصالحهم.
وتشير القوى السياسية العراقية إلى أن المؤتمر الأخير للحزب الذي يحضره المدعو "جمال مصطفى" صهر رئيس النظام البعثي البائد صدام حسين محاولة فاشلة للحصول على مكاسب معينة من العراق، في حين تؤكد أطراف عدة وجود دور أمريكي غامض في إقامة المؤتمر.
وفي هذا الصدد، يؤكد ائتلاف النصر، قيام دول باستخدام بقايا حزب البعث المحظور كوسيلة فاشلة لابتزاز العراق من خلال إقامة مؤتمر لهم في الأردن بدعم من تركيا ودول خليجية.
ويقول القيادي في الائتلاف عقيل الرديني في حديث لوكالة /المعلومة/، إن "هناك عملية سياسية وديمقراطية في العراق وأكثر من 300 حزب يعمل بصورة طبيعية، لكن أن يكون مؤتمر خارج البلد بدفع خارجي وبأساليب المؤامرة فهو بعيد عن الديمقراطية، والتغيير الحقيقي يتم عبر صناديق الاقتراع إذا كان هذا النظام غير صالح من وجهة نظر بعض الشخصيات والأحزاب"، مبيناً أن "حزب البعث محظور إلى يوم يبعثون ولا يوجد له مؤيدين كثيرين، والكلام عن التغيير بعيد عن الواقع حيث لا وجود للبعث وأزلام صدام في العراق".
ويضيف أن "هناك مشاكل وتحديات لكن الأمر الإيجابي هو أن الساحة السياسية مفتوحة لمن يريد المشاركة ويمكن أن يكون للأحزاب أعضاء في البرلمان ومجالس المحافظات والتغيير من خلالهم، أما التغيير الخارجي فأكل عليه الدهر وشرب ولا وجود لهؤلاء مكان في العملية السياسية في العراق".
ويشير إلى أن "بعض الدول تستخدم هؤلاء كأدوات للابتزاز في كل وقت وكل حين وهذا الأمر لن ينته في يوم من الأيام، لكن ليس لهم تأثير في العراق وحتى لو أقيمت مثل هذه المؤتمرات فإن 90 بالمئة من الشعب العراقي لا يعرفون به"، مشدداً على "هذا المؤتمر المزعوم هو عملية مؤامرتية واضحة، والعراق مقبل على انتخابات بعد 8 أشهر ويمكن لأي جهة وطائفة أن تؤثر من خلال صناديق الاقتراع، والجميع مرحب به باستثناء حزب البعث المحظور في الدستور كأشخاص وكعمل سياسي".
من جانبه، يكشف عضو تحالف السيادة أحمد عبد الدليمي، اليوم الخميس، عن لقاء سري جمع قيادات من حزب البعث مع مسؤولين أمريكيين في الأردن قبيل الإعلان عن عودة الحزب لنشاطه السياسي.
ويوضح الدليمي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "اللقاء ضم مسؤولين أردنيين وأمريكيين مع قيادات من حزب البعث في عمان، قبل السماح بعودة نشاطات الحزب في الأراضي الأردنية، وتقديم الموافقة على إقامة مؤتمرات ونشاطات معارضة للحكومة العراقية، دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه الخطوة التي تصاعدت في العلاقات بين المملكة والعراق".
ويلفت إلى أن "العديد من اللقاءات جرت بين الجانبين الأردني والأمريكي مع قيادات البعث، تمهيدًا للسماح للحزب بعودة نشاطه بشكل قانوني في الأردن بعد موافقة الحكومة الأردنية على بنود الاتفاقية، التي تضمنت احتضان قيادات الحزب وتنظيمهم داخل المملكة، بالإضافة إلى اتفاقيات سرية أخرى لم يتم الكشف عنها".
ويبين أن "الغموض ما زال يحيط ببنود الاتفاقية، ولا يزال من غير الواضح هدف عودة العمل السياسي للحزب البعثي"، مشددًا على أن "هذه الخطوة من قبل الأردن تضر بمستقبل العلاقات مع الشعب العراقي الذي رفض ظلم الحزب وجوره".
ولا تزال المقابر الجماعية التي تعود لحقبة نظام البعث البائد في العراق تظهر بين حين وآخر في مناطق وسط وجنوب العراق، وفي الوقت ذاته تدعو شخصيات سياسية إلى إلغاء هيئة المساءلة والعدالة المسؤولة عن اجتثاث البعث. انتهى 25 ب