
زيارة وزير الجولاني إلى بغداد.. بين الضغوط الدولية والرفض الشعبي العراقي
المعلومة / تقرير
أثارت زيارة وزير خارجية النظام السوري، أحمد الشيباني، إلى بغداد، العديد من التساؤلات حول دلالاتها السياسية وأبعادها الاستراتيجية.
إذ جاءت هذه الزيارة في وقت حساس للغاية، حيث تواجه سوريا تحديات كبيرة على الصعيدين الأمني والسياسي، ما يطرح تساؤلات حول سبب قبول العراق لهذه الزيارة بعد أن كانت قد قوبلت بالرفض في فترات سابقة.
زيارة وزير خارجية النظام السوري تطرح العديد من الأسئلة حول موقف الحكومة العراقية وعلاقتها بالحكومة السورية في ظل الوضع الراهن.
غالبية القوى السياسية والشعبية في العراق لا ترى في الإدارة السورية الحالية حكومة شرعية، إذ يتهمونها بالطائفية وبتنفيذ أجندات خارجية تؤثر على استقرار المنطقة.
يُعتبر النظام السوري منظماً في دعم الإرهاب في المنطقة، وهو ما يثير حفيظة قطاعات كبيرة من الشعب العراقي الذين دفعوا ثمناً باهظا في محاربة هذه التنظيمات.
في السياق، أكد النائب محمد عنوز أن زيارة الشيباني جاءت تحت ضغوط من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وبعض الدول الخليجية.
وقال عنوز في تصريح لوكالة/المعلومة/، إن "هذه الزيارة تتزامن مع فترة يمر بها الساحل السوري من أحداث دموية مأساوية، حيث تُرتكب مجازر ضد المدنيين من أبناء الطائفة العلوية على يد عناصر الأمن التابعين للنظام السوري الجديد، الذي يتألف من مجموعات مقربة من التنظيمات الإرهابية مثل “القاعدة” و”النصرة”.
في السياق، اعتبر النائب المستقل محمد عنوز أن الزيارة تتجاهل مشاعر العراقيين الذين فقدوا أبناءهم وأهاليهم في مواجهات مع الجماعات الإرهابية المدعومة من النظام السوري.
وقال عنوز في تصريحات لوكالة /المعلومة/ إن "العراق ليس ضد منطق الدولة، ولكن يجب أخذ مشاعر عوائل الشهداء والمفقودين بعين الاعتبار، خاصة أولئك الذين فقدوا ذويهم نتيجة مشاركة النظام السوري في دعم التنظيمات الإرهابية التي عاثت فسادًا في العراق".
من جهة أخرى، حمل عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، النائب ياسر وتوت، الحكومة العراقية مسؤولية قبول الزيارة.
وقال وتوت في تصريح لوكالة/المعلومة/، إن "مجلس النواب سيتقدم بطلب رسمي للحصول على توضيحات شاملة حول نتائج هذه الزيارة وأهدافها".
وأضاف أن “موقف غالبية القوى السياسية في العراق هو رفض زيارة أي مسؤول سوري، وخاصة أولئك الذين ساهموا في قتل العراقيين من خلال دعم التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش، وعلى رأسهم أبو محمد الجولاني”.
من جهته، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي أن زيارة الشيباني ركزت على بحث التعاون الأمني بين البلدين، خصوصا في ظل المخاوف العراقية من تمدد الجماعات الإرهابية في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا. وتشير هذه التصريحات إلى أن الحكومة العراقية قد تكون تسعى إلى تحسين التعاون الأمني مع سوريا في مواجهة التهديدات المشتركة، رغم المعارضة السياسية الداخلية لهذه الزيارة.انتهى/25م