
سوريا بين شبح الاستبداد القديم وإعادة إنتاج الديكتاتورية
المعلومة/ تقرير..
يسعى أبو محمد الجولاني إلى ترسيخ سلطته المطلقة من خلال مسودة دستور تمنحه صلاحيات غير محدودة، متجاهلًا تطلعات الشعب السوري في المشاركة بالحكم، فبعد أن استغل الفوضى والصراعات ليصعد إلى الواجهة، يحاول اليوم إعادة إنتاج الديكتاتورية بواجهة جديدة، مستبدلًا عباءة الإرهاب بزي الحاكم المستبد.
الجولاني، الذي فرض نفوذه بالسلاح، يلجأ الآن إلى القانون ليضفي شرعية على استبداده، في خطوة تكشف عن مشروع سلطوي لا يختلف عن النظام الذي ثار السوريون ضده. فهل يقبل الشعب أن تُسرق ثورته مجددًا ليجد نفسه تحت قبضة ديكتاتور آخر، يرفع شعارات جديدة لكنه يسير على النهج نفسه نحو الطغيان؟
*إنتاج الديكتاتورية
في هذا السياق، أكد الباحث السياسي الكردي، برهان شيخ رؤوف، في تصريح لوكالة / المعلومة/، أن "الرئيس السوري، أبو محمد الجولاني، يسعى إلى إعادة إنتاج الديكتاتورية في سوريا من خلال مسودة الدستور الجديد". واعتبر أن هذه الخطوة تمثل محاولة لإضفاء شرعية على حكم استبدادي بواجهة مختلفة.
وأوضح شيخ رؤوف أن "الدستور الجديد لا يعكس تطلعات كافة السوريين، بل يمنح السلطة المطلقة لشخص واحد، مما يقوض مبادئ التعددية السياسية التي طالب بها الشعب خلال الثورة".
وأضاف أن "معظم المكونات السورية، بما في ذلك الأكراد والدروز، رفضوا هذه الصياغة التي تتجاهل حقوقهم السياسية والاجتماعية".
وأشار الباحث إلى أن "الحكومة السورية الجديدة جاءت على أنقاض الثورة التي خرجت لإنهاء حكم الديكتاتور، لكن الدستور الجديد يعيد إنتاج ذات النظام بواجهة مختلفة، مما يكرس نهج الإقصاء والاستبداد".
*توريث السلطة
من جانبه، أكد المحلل السياسي، صباح العكيلي، في تصريح لوكالة /المعلومة/، أن "الدستور الجديد يمنح الرئيس صلاحيات مطلقة دون الإشارة إلى آلية تعيينه أو انتخابه، ما يثير تساؤلات حول الجهة التي ستتولى اختيار رئيس الجمهورية في المستقبل".
وأضاف العكيلي أن "هذه التعديلات تبدو وكأنها استبدال للرئيس السابق بشار الأسد بشخصية أخرى مثل أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، مع الإبقاء على نفس النهج الاستبدادي".
كما أشار إلى أن "عدم التطرق إلى مسألة الانتخابات الرئاسية في الدستور يعدّ تجاوزًا للمبادئ الديمقراطية، ويمهد الطريق أمام توريث السلطة، على غرار ما قامت به عائلة الأسد".
وحذر من أن "هذه الصياغة قد تؤدي إلى تهميش شرائح واسعة من المجتمع السوري، وخصوصًا أبناء الطوائف المختلفة، مما يهدد مستقبل البلاد باضطرابات سياسية واجتماعية جديدة".
*مشاريع الهيمنة
تمرير دستور يمنح السلطة المطلقة لشخص واحد ويقصي مكونات رئيسية من المشهد السياسي، لا يمكن أن يكون سوى خطوة نحو إعادة إنتاج الاستبداد بواجهة جديدة. فالجولاني، الذي يروّج لنفسه كبديل لنظام الأسد، لا يختلف عنه في نهجه القمعي، بل يسعى إلى ترسيخ ديكتاتورية بغطاء ديني.
إن الشعب السوري، الذي خرج مطالبًا بالحرية والعدالة، لن يقبل بأن يُستبدل طاغية بآخر، وسيظل يناضل من أجل دولة ديمقراطية تحترم جميع مكوناتها، بعيدًا عن مشاريع الهيمنة الفردية والتلاعب بمستقبل البلاد. انتهى25ز