
هل تدفع أمريكا المنطقة إلى مزيد من الفوضى؟
المعلومة/ تقرير..
تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها سياساتها العدوانية التي لا تجلب سوى الفوضى وعدم الاستقرار للمنطقة، متجاهلة العواقب الكارثية التي تترتب على تدخلاتها العسكرية غير المدروسة. فبدلاً من البحث عن حلول دبلوماسية للأزمات، تلجأ واشنطن إلى التصعيد العسكري، مما يؤدي إلى تأجيج الصراعات وتعريض أمن الملاحة الدولية للخطر، إضافةً إلى إلحاق ضرر جسيم بالاقتصاد العالمي. وفي هذا السياق، جاءت الضربات الأميركية البريطانية الأخيرة على اليمن لتزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على المستويين العسكري والاقتصادي.
*التداعيات الاقتصادية
وفي هذه صدد، أكد الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، في تصريح لوكالة /المعلومة /، أن "الهجمات الأمريكية على اليمن ستدفع العديد من السفن التجارية إلى تغيير مساراتها نحو طريق رأس الرجاء الصالح، ما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف النقل البحري بنسبة تصل إلى 30%، وهو ما سينعكس مباشرة على أسعار السلع العالمية".
وأضاف أن "التصعيد العسكري قد يدفع الحوثيين إلى استهداف منشآت نفطية سعودية، كما حدث سابقاً مع أرامكو، مما سيتسبب في خسائر كبيرة للاقتصاد السعودي"، مبيناً أن "استهداف منشآت النفط مجدداً سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية، وهو أمر لا ترغب به الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون".
وأشار المرسومي إلى أن "أمريكا وبريطانيا تتحملان مسؤولية التدهور الاقتصادي العالمي نتيجة تصرفاتهما التصعيدية، التي تهدد استقرار التجارة الدولية وتفاقم الأزمات الاقتصادية في العديد من الدول".
* تفجر الأوضاع
من جانبه، أكد الخبير العسكري صفاء الأعسم، في تصريح لـ/المعلومة/، أن "الحوثيين يمتلكون العديد من الخيارات للرد على الضربات الأميركية البريطانية التي استهدفت اليمن، وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين".
وأوضح الأعسم أن "الحوثيين لديهم القدرة على إغلاق ممرات الملاحة الدولية، بما في ذلك باب المندب ومضيق هرمز، فضلاً عن استهداف القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في المنطقة، مشيراً إلى أن "المصالح الأميركية ومصالح حلفائها ليست بعيدة عن مدى نيران الحوثيين".
وأضاف أن "أي تصعيد عسكري جديد في المنطقة سيؤدي إلى تفجر الأوضاع في الشرق الأوسط، محملاً واشنطن مسؤولية الفوضى التي تعيشها المنطقة بسبب قراراتها غير المدروسة"، مؤكداً أن "التصعيد العسكري لن يسهم في تحقيق الاستقرار، بل سيزيد من تعقيد المشهد الإقليمي".
* تأجيج النزاعات
مرةً أخرى، تثبت الولايات المتحدة أن سياساتها لا تهدف إلا إلى تعزيز هيمنتها على حساب استقرار الشعوب والدول. فبدلاً من تهدئة الأوضاع، تواصل واشنطن تأجيج النزاعات وتوسيع دائرة الصراع، غير آبهة بالنتائج الوخيمة التي تلحق بالعالم أجمع. وبينما يزداد الوضع العسكري توتراً في الشرق الأوسط، تتفاقم التداعيات الاقتصادية، مما يهدد الأمن الاقتصادي والتجاري العالمي. وفي ظل هذا المشهد المتأزم، يبدو أن واشنطن ماضية في سياساتها التصعيدية، رغم التحذيرات المتكررة من كارثة جديدة قد تمتد آثارها إلى أبعد مما تتخيله الإدارة الأميركية.انتهى25ز