
استيراد الغاز.. هل ينجح العراق في إيجاد البدائل؟
المعلومة/تقرير..
يواجه العراق تحديات متزايدة في قطاع الطاقة، مع استمرار الضغوط الدولية وتقييد استيراد الغاز الإيراني، الذي يُعدّ المصدر الأساسي لتشغيل محطات الكهرباء. ومع اقتراب فصل الصيف، تزداد الحاجة إلى إيجاد حلول سريعة وفعالة لتأمين إمدادات الطاقة، في ظل العقوبات الأمريكية على طهران التي أثرت بشكل مباشر على بغداد. وتبحث الحكومة عن بدائل، سواء عبر تنويع مصادر استيراد الغاز أو التوجه نحو الطاقة المتجددة، لتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية.
*بدائل الحكومة
وفي هذه الخصوص أكدت عضو لجنة الكهرباء والطاقة النيابية، سهيلة السلطاني، اليوم الخميس، أن وزارة الكهرباء تمتلك عدة بدائل لمعالجة أزمة الطاقة في البلاد، من بينها التوجه الفعلي نحو مصادر الطاقة النظيفة، لا سيما الطاقة الشمسية، لتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية.
وأوضحت السلطاني، في تصريح لـ /المعلومة/، أن "العراق يمتلك إمكانيات واسعة للاستفادة من الطاقة المتجددة، إلا أن عدم استثمار هذه الموارد بالشكل الأمثل أدى إلى استمرار الأزمة"، مشيرة إلى أن "قطاع الطاقة يجب أن يُدار بعيداً عن الصراعات السياسية، لأن الأضرار الناتجة عنها تمس الشعوب أكثر من الأنظمة".
كما أضافت أن "العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران لم تستهدف طهران فقط، بل انعكست بشكل مباشر على العراق، خاصة في مجال الطاقة، حيث يعتمد العراق على استيراد الغاز الإيراني لتشغيل محطاته الكهربائية، ما جعله أحد المتضررين الرئيسيين من تلك الإجراءات".
*تحديات البدائل
من جانبه، رأى المحلل السياسي صباح العكيلي، الخميس، أن الحكومة أمام اختبار حاسم بشأن توفير بدائل للغاز الإيراني، في حال أصرت الإدارة الأمريكية على قطع العلاقات التجارية بين بغداد وطهران.
وقال العكيلي لـ /المعلومة/، إن "هناك إمكانية لتسوية بعض الخلافات بين إيران والجانب الأمريكي عبر وسطاء دوليين حول الملف النووي، وفي حال التوصل إلى تفاهمات، فهناك فرصة لاستئناف استيراد الغاز الإيراني لتشغيل محطات الطاقة".
وأضاف أن "الضغوط الأمريكية على العراق بشأن استيراد الغاز من إيران تمثل تحدياً لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي يتوجب عليه إيجاد بدائل مناسبة في حال تصاعد الأزمة وإصرار واشنطن على إنهاء التعاون التجاري مع طهران في مجال الكهرباء والغاز".
أوضح العكيلي أن "البدائل الحالية لاستيراد الغاز تحتاج إلى المزيد من الوقت، وليس هناك متسع كافٍ لذلك، خاصة مع قدوم فصل الصيف، إذ لا يمكن تأمين الغاز القطري أو التركمانستاني خلال فترة قريبة، ما يحتم على الحكومة التحرك سريعاً لإيجاد حلول للخروج من هذه الأزمة".
*حلول مستقبلية
أمام هذه التحديات، تجد الحكومة العراقية نفسها في موقف صعب بين تأمين إمدادات الطاقة والضغوط الامريكية. وبينما تتطلب الحلول البديلة للغاز الإيراني وقتًا طويلاً، يبقى الاستثمار في الطاقة المتجددة خيارًا استراتيجيًا يجب تطويره على المدى البعيد، لضمان أمن الطاقة والاستقلال عن التقلبات السياسية والاقتصادية الخارجية.انتهى25ز