
انتهاكات تركية مستمرة والسوداني إلى أنقرة لردعها
المعلومة/ تقرير..
ما تقوم به تركيا في شمال العراق لم يعد مجرد "تجاوزات أمنية" أو "ملاحقات لعناصر متمردة"، بل هو سلوك استعماري مكتمل الأركان، يتعمد على النيل من سيادة البلاد. فالقواعد العسكرية التركية، والطائرات المسيرة التي تنتهك الأجواء بلا إذن، ما هي إلا أدوات ضغط سياسي وأمني، تسعى أنقرة من خلالها لفرض واقع جديد يخدم مصالحها التوسعية في المنطقة. في المقابل، تبدو الحكومة العراقية أمام منعطف خطير؛ فزيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تركيا، لن تكون مجرد لقاء رسمي، بل اختبار حاسم لقدرة العراق على فرض هيبته واستعادة قراره السيادي أمام جارة لا تعترف إلا بمنطق القوة.
*التوغل التركي
وفي هذه الصدد أكد النائب عن ائتلاف دولة القانون، فراس المسلماوي، أن تركيا لا تزال مستمرة في انتهاك سيادة العراق من خلال تواجدها العسكري داخل الأراضي العراقية، بذريعة محاربة الإرهاب، مشدداً على أن أنقرة لا تحترم مبدأ حسن الجوار.
وقال المسلماوي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "التواجد التركي داخل الأراضي العراقية يمثل خرقاً واضحاً للسيادة الوطنية، وهو أمر مرفوض من قبل البرلمان والشعب العراقي"، مبيناً أن "تركيا تتذرع بمحاربة عناصر حزب العمال الكردستاني، لكنها في الحقيقة تقوم بفرض واقع عسكري داخل أراضينا دون تنسيق مع الحكومة الاتحادية".
وأشار إلى أن "السكوت عن التوغل التركي يفتح الباب أمام تدخلات خارجية أخرى تمس الأمن الوطني"، مطالباً الحكومة بـ"اتخاذ مواقف أكثر حزمًا للحفاظ على سيادة البلاد وكرامة شعبه".
ويعتزم رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني القيام بزيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة خلال الأيام القليلة المقبلة، لبحث جملة من الملفات المشتركة، وفي مقدمتها ملف التواجد العسكري التركي في العراق، والانتهاكات المتكررة التي تطال السيادة العراقية.
*زيارة السوداني
أكدت النائبة عن كتلة الفتح زهرة البجاري، أن زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تركيا تحمل أهمية بالغة لمناقشة الملفات الأمنية العالقة بين البلدين، وفي مقدمتها وقف الانتهاكات التركية المتكررة للسيادة العراقية.
وقالت البجاري في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "تركيا تواصل خرق السيادة العراقية تحت ذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، دون أي احترام للأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية"، مبينة أن "أنقرة لا تعترف بحقوق الدول المجاورة، وتتجاهل مبادئ حسن الجوار".
وأضافت، أن "زيارة السوداني إلى أنقرة يجب أن تتضمن طرح ملف الانتهاكات التركية بشكل واضح، والضغط باتجاه إنهاء هذه التجاوزات المستمرة، حفاظاً على هيبة الدولة وسيادتها".
ودعت البجاري رئيس الوزراء إلى "التأكيد على ضرورة احترام تركيا لسيادة العراق، وعدم تحويل أراضيه إلى ساحة للصراع أو ذريعة للتدخلات العسكرية المستمرة".
زيارة السوداني إلى أنقرة تمثل اختباراً حقيقياً لمدى جدية الحكومة العراقية في حماية سيادة البلاد. فإما أن تُثمر هذه الزيارة عن خطوات عملية وواضحة تلزم تركيا باحترام الحدود العراقية، أو سنكون أمام مشهد جديد من الانتهاكات، أشد خطورة من سابقتها. ومهما كانت نتائج هذه الزيارة، فإن ما ينتظره الشعب العراقي ليس كلمات دبلوماسية، بل أفعال تليق بكرامة العراق وسيادته.
تواصل تركيا انتهاك الأراضي العراقية بشكل صارخ، غير آبهة بالقوانين الدولية أو الأعراف الدبلوماسية. بضربات عسكرية وتواجد ميداني غير مشروع، تحاول أنقرة فرض وصايتها على مناطق شمال العراق، متذرعة بملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، في حين أن الحقيقة تؤكد أنها تتصرف كقوة احتلال. في مواجهة هذا التوغل، تستعد بغداد لإيصال رسالة حاسمة عبر زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى أنقرة، في محاولة لإيقاف هذا التمادي التركي ووضع حد لانتهاك السيادة العراقية المستمر.انتهى25ز