"مسرحية معدّة مسبقاً".. هكذا مرّر البرلمان قرار حلبجة

المعلومة/ تقرير..
أثارت جلسة مجلس النواب الأخيرة، التي شهدت التصويت على استحداث محافظة حلبجة، موجة من الاعتراضات الحادة والاتهامات المتبادلة، وسط تحذيرات من تداعيات قانونية ومالية خطيرة قد تنجم عن القرار. وبينما رحبت أطراف كردية بهذه الخطوة، وصفتها كتل سياسية أخرى بـ"مسرحية معدة مسبقاً"، مشككة بشرعية الجلسة ونصابها القانوني.

*مسرحية سياسية واتهامات بالتحيّز القومي
وبخصوص هذه موضوع, شنّ رئيس كتلة أجيال، النائب محمد الصيهود، هجوماً لاذعاً على طريقة إدارة الجلسة، متهماً النائب الأول لرئيس البرلمان محسن المندلاوي بالتحيّز القومي وترتيب الجلسة مسبقاً لتمرير القرار.

وقال الصيهود في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "جلسة أمس لم تكن مكتملة النصاب، وعدد الحضور لم يتجاوز 60 نائباً فقط، ما يجعل ما جرى باطلاً من الناحية القانونية". وأضاف أن "المندلاوي مهّد للتصويت بشكل متعمد، ثم سلّم رئاسة الجلسة للنائب الكردي شاخوان عبدالله ليقود عملية التصويت".

وأكد الصيهود أن "عدداً من النواب سيطعنون بمخرجات الجلسة لدى المحكمة الاتحادية"، معتبراً أن "القرار يشكّل تجاوزاً على المسار الدستوري، ويخدم مصالح قومية ضيقة على حساب وحدة العراق".

*تحذيرات من آثار اقتصادية وانقسامات داخلية
في السياق ذاته، حذّر النائب عن ائتلاف دولة القانون، جاسم الموسوي، من تداعيات القرار على استقرار البلاد، قائلاً إن "استحداث محافظة جديدة يتطلب تشكيل مجلس محافظة وإنشاء دوائر ومؤسسات، ما يزيد الأعباء على الموازنة العامة التي تعاني أصلاً من عجز واضح".

وأضاف الموسوي في تصريح لـ/المعلومة/، أن "الخطوة تمثل سابقة خطيرة، وقد تفتح الباب أمام مطالب مشابهة من أقضية ونواحي أخرى، مما يهدد وحدة العراق الإدارية ويكرّس الفيدرالية على أسس غير دستورية".

ولمّح الموسوي إلى وجود "دفع من بعض الجهات الإقليمية لتمرير القرار في هذا التوقيت، ضمن مخطط يستهدف تقسيم العراق عبر خطوات تدريجية مغلّفة بطابع إداري".

*أزمة سياسية تلوح في الأفق
القرار النيابي الأخير بشأن حلبجة فتح أبواب أزمة جديدة داخل البرلمان العراقي، وسط انقسام حاد بين القوى السياسية بشأن مشروعية الإجراء وتوقيته. وبينما يستعد عدد من النواب للطعن بالقرار أمام المحكمة الاتحادية، يرى مراقبون أن تداعيات هذه الخطوة قد تتجاوز الإطار الإداري، لتُعيد طرح أسئلة جوهرية حول مستقبل وحدة العراق وطبيعة علاقاته بين المكونات.انتهى 25