السوداني يفرش السجاد الأحمر للجولاني..تنازلات مهينة وتجارة بدماء العراقيين
المعلومة / خاص..
في خطوة أثارت عاصفة من الجدل والغضب داخل الأوساط العراقية، أقدم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على ما اعتبره كثيرون “تنازلاً وطنياً خطيراً”، باستقباله المرتقب لـ”أبو محمد الجولاني”، زعيم جبهة النصرة سابقًا وقائد هيئة تحرير الشام حاليًا، بـ”السجاد الأحمر” وكلمات ترحيب استفزازية، وفقاً لمصادر سياسية مطلعة.
ورغم التاريخ الدموي للجولاني ودوره المعروف في تأجيج النزاعات الطائفية والإرهابية في سوريا والمنطقة، جاء هذا التحول غير المتوقع ضمن حزمة من التنازلات السياسية التي توصف بأنها “مفروضة بضغط مباشر من الولايات المتحدة”، في إطار ترتيبات إقليمية جديدة تشمل إعادة تدوير شخصيات متورطة في العنف تحت عنوان “الاعتدال والتغيير”.
ترحيب مستفز ومواقف غاضبة
عبارات الترحيب التي استخدمها السوداني في تصريحاته الأولية من السليمانية حول الزيارة، واصفًا الجولاني بأنه “شخصية يجب الإصغاء إليها ضمن معادلات الواقع الجديد في المنطقة”، أثارت استياءً واسعًا بين النخب السياسية، والمجتمع العراقي الذي لم ينسَ بعد ضحايا الإرهاب وارتباط الجولاني بتنظيم القاعدة وسفك الدماء في سوريا.
-
السوداني يفرش السجاد الأحمر للجولاني..تنازلات مهينة وتجارة بدماء العراقيين
نواب وشخصيات عشائرية ومنظمات مجتمع مدني عبّروا عن رفضهم القاطع لتلميع صورة من وصفوه بـ”الإرهابي الملطخة يداه بدماء الأبرياء”، واعتبروا ما جرى “إهانة لتضحيات العراقيين في حربهم ضد التطرف”، خصوصاً أن العديد من العائلات العراقية فقدت أبناءها في عمليات إرهابية نفذتها أو دعمها تنظيمات مرتبطة بالجولاني.
ضغوط أمريكية وصفقة إقليمية
وفق معلومات مسربة، فإن الزيارة تأتي ضمن اتفاق إقليمي تدفع به الولايات المتحدة بالتنسيق مع بعض العواصم العربية، بهدف مواجهة نفوذ بعض القوى المنافسة في المنطقة. ويُنظر إلى السوداني على أنه وافق “تحت الضغط” بعد وعود بدعم اقتصادي وسياسي مقابل انخراطه في هذه الترتيبات المثيرة للريبة.
-
السوداني يفرش السجاد الأحمر للجولاني..تنازلات مهينة وتجارة بدماء العراقيين
تساؤلات حول السيادة والكرامة الوطنية
ما أثار مزيدًا من السخط، هو صمت اطراف اخرى عن تفاصيل الاتفاق، وغياب أي موقف رسمي يوضح مبررات دعوة شخصية بهذه الخطورة، ما دفع مراقبين إلى التساؤل: هل باتت السيادة الوطنية تُباع على طاولة الصفقات الدولية؟ وهل أصبحت دماء العراقيين ورقة مساومة في بازار المصالح الإقليمية؟
ويشار إلى أن زيارة الجولاني، إن تمت، ستسجل كواحدة من أكثر اللحظات إثارة للجدل في تاريخ الحكومات العراقية بعد 2003، وستمثل اختبارًا قاسيًا لقدرة السوداني على الحفاظ على توازن بين الضغوط الدولية والغضب الشعبي. فهل يكون هذا الاستقبال مجرد “مقدمة” لتنازلات أكبر؟ أم أن الرفض الشعبي سيُجبر الحكومة على التراجع قبل فوات الأوان؟انتهى / 25