
من فم الإرهاب إلى منصة القمة.. السوداني يفتح أبواب بغداد للجولاني
المعلومة / بغداد ..
أثارت الأنباء المتداولة عن توجيه الحكومة العراقية دعوة رسمية إلى زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، لحضور القمة العربية المرتقبة في بغداد خلال أيار المقبل، موجة عارمة من الغضب الشعبي والسياسي، وسط تحذيرات من تحويل العاصمة إلى منصة لاستقبال شخصيات متورطة بالإرهاب.
والتقى رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بابو محمد الحولاني في العاصمة القطرية الدوحة، تم خلالها توجيه الدعوة الرسمية له، وتأتي هذه الخطوة بالرغم من السجل الإرهابي الحافل للجولاني، وضلوعه في تمويل وتنفيذ هجمات استهدفت المدنيين العراقيين، خصوصًا في مناطق الكرادة والكاظمية والأعظمية، وهو ما دفع العديد من السياسيين إلى وصفها بـ”الصفعة لدماء الشهداء”.
النائب مختار الموسوي في حديث وكالة /المعلومة/، عبّر عن استغرابه من القرار، معتبرًا أن "دعوة شخصية إرهابية مثل الجولاني تمثل خيانة لدماء العراقيين، واستفزازًا واضحًا لمشاعر ذوي الضحايا".
وأضاف أن "هذه الخطوة تتعارض مع مبادئ العقيدة الشيعية وتُعد مهينة لعوائل الشهداء"، مطالبًا الحكومة بتوضيح موقفها بشكل رسمي".
ومن جهته، قال رئيس الهيئة التنظيمية للحراك الشعبي من أجل الحزام والطريق، حسين الكرعاوي، في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "مشاركة الجولاني إن تمت ستُعد استهانة بدماء الشهداء، وستقابل برفض شعبي واسع وتحرك احتجاجي".
وأكد أن "الشارع لن يقف مكتوف الأيدي أمام محاولات إعادة تدوير الإرهابيين تحت غطاء دبلوماسي".
وفي تطور لافت، أكد المراقب السياسي هيثم الخزعلي أن القضاء العراقي أصدر مذكرة قبض رسمية بحق الجولاني، ولن تُلغى تحت أي ظرف.
وقال في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "تغريدة الشيخ قيس الخزعلي مؤخراً كشفت عن رد القضاء العراقي بوجود مذكرة قبض بحق الجولاني، وسيتم تفعيلها فور دخوله الأراضي العراقية".
وأشار إلى أن "الدعوة الرسمية، رغم أنها صدرت من الحكومة، لا تلغي قرار القضاء العراقي في ظل مبدأ الفصل بين السلطات"، مرجحًا أن "يتم إرسال ممثل عن الجولاني بدلاً منه في حال أصرّت الحكومة على إشراكه".
واعلنت عدد من العشائر في وسط وجنوب العراق نيتها تنظيم وقفات احتجاجية في حال لم تُسحب الدعوة، مؤكدة أن أبناءها سقطوا ضحايا لعمليات إرهابية نُسبت للجولاني وتنظيمه، وأن استقبال هذه الشخصية في بغداد "يعد طعنة نجلاء في خاصرة التضحيات الوطنية".
ورغم موجة الغضب المتصاعدة، لم تُصدر الحكومة العراقية حتى الآن أي توضيح رسمي بشأن صحة الدعوة أو مبرراتها، وهو ما اعتبره مراقبون “صمتاً مريباً” قد يُفسّر كتأكيد غير مباشر للخبر، ويزيد من حالة الاحتقان.
يطالب الرأي العام العراقي، عبر بيانات ووسائل التواصل الاجتماعي، بإلغاء الدعوة فوراً ومحاسبة الجهات التي تقف خلفها. ويُحذّر ناشطون وسياسيون من أن مشاركة الجولاني ستُحوّل القمة من حدث دبلوماسي إلى أزمة وطنية تهدد استقرار البلاد، وتضع الحكومة في مواجهة مباشرة مع الشارع.انتهى 25/س