السرية والرفض الشعبي.. دعوة الجولاني تضع الحكومة في مواجهة مع البرلمان
المعلومة / تقرير ..
بعد تسريب صورة الاجتماع السري الذي جرى بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مع رئيس النظام السوري الجديد ابو محمد الجولاني في الدوحة وبترتيب من قبل امير قطر تميم بن حمد ال ثاني بدأ سجال القوى السياسية في العراق حول مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في القمة العربية المقرر إجراؤها في 17 من آيار المقبل بالعاصمة بغداد، وسط تحشيد إطاري لمنع إستقبال الشرع في بغداد.
وعبر أغلب أعضاء مجلس النواب رفضهم القاطع لزيارة الجولاني إلى بغداد، كونه مطلوبا للقضاء العراقي لتورطه في جرائم قتل بحق أبناء الشعب، مشيرين إلى أن الشرع يُعتبر شخصية إرهابية لدى عوائل ضحايا الإرهاب، ولا يمكن القبول بالتعامل مع أي شخص يثبت انتمائه لجماعات إرهابية مهما كانت تسميته أو موقعه.
ان غياب الإعلان الرسمي، وتكتم واضح على مجرياته في حينها، الأمر الذي فتح الباب واسعا أمام تساؤلات عدة حول سياق اللقاء وأبعاده السياسية المحتملة.
كما ان الاجتماع السري الذي جرى في سرية تامة بالدوحة كشفته صورة مسربة التي اثارات حفيظة المعارضين خاصة النواب الشيعة من هذا اللقاء الذي لم يكن محاطا بعلم مسبق لقادة الاطار كما اكد النائب عن الاطار التنسيقي النائب مختار الموسوي ،حيث نفى وجود علم مسبق لقادة قوى الاطار التنسيقي للقاء السوداني بالجولاني في العاصمة القطرية الدوحة .
وقال الموسوي في تصريح لوكالة / المعلومة / ، ان " اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني برئيس النظام السوري الجديد ابو محمد الجولاني كان اجتماعا سريا بترتيب من دولة قطر ، نافيا ان " يكون لدى قادة الاطار التنسيقي علم مسبق بهذا الاجتماع " .
واضاف ان " اللقاء تم خارج الاضواء الاعلام وبسرية تامة الا انه تم كشفه عن صورة مسربة سواء كانت مقصودة او عن غير قصد والتي جمعت السوداني والجولاني وامير قطر " ، مشددا انه " في كل الاحوال فان مجيء الجولاني الى بغداد غير مرحب شعبيا وسياسيا " .
واشار الموسوي الى انه " تم جمع ثمانية وخمسون توقيعا لحد الان لرفض لعدم السماح للجولاني ان تطأ قدماه الاراضي العراقية اكرما لدماء شهداء الارهاب من العراقيين " .
واضاف انه " بعد اعلان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قيامه بدعوة الجولاني لحضور مؤتمر القمة العربية في بغداد تعالت الاصوات الرافضة لهذه الدعوة معتبرين ذلك استهانة بدماء العراقيين الذين راحوا ضحية الجولاني وتنظيمه الارهابي" ، مشددا انه " يتوجب على السوداني الاستماع للرفض الشعبي والسياسي".
الى ذلك اكد القيادي في تحالف الفتح علي الفتلاوي انه بعد لقاء السوداني بالجولاني لم يكن اي خيار امام حكومة السوداني سوى خيارين لا ثالث لهما ، اما اقناع سوريا باستبدال ممثلها بدلا عن الجولاني بمؤتمر قمة بغداد او نقل القمة الى عاصمة عربية اخرى .
وقال الفتلاوي في تصريح لوكالة / المعلومة / ، ان " تأكيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بانه وجّه دعوة رسمية للجولاني بالحضور الى مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في بغداد الشهر المقبل اثارت استياء وغضب شعبي وسياسي داخل العراق ، حيث تعالت الاصوات بعدم قبولها دخول السوداني للأراضي العراقية ، كما اعتبرت في ذات الوقت ضربة للقضاء العراقي " .
واضاف ان " القرار الحكومي بشان مسالة دعوة الجولاني لابد وان ياخذ النظر بالاعتبار المواقف الشعبية والسياسية الرافضة دخول الجولاني للاراضي العراقية " .
واشار الى انه " ليس امام السوداني سوى خياريين الاول اقناع الجامعة العربية والجانب السوري يكون تمثيل سوريا بالقمة من قبل شخصية غير الجولاني او نقل القمة الى عاصمة عربية "، مرجحا " الخيار الثاني وربما ستكون الدوحة المكان البديل لمؤتمر قمة بغداد ".
يذكر ان اللقاء الذي جمع الجولاني بالسوداني في الدوحة جاء، بعد يوم من إعلان الأخير، خلال استضافته في جلسة حوارية على هامش انعقاد ملتقى السليمانية، أن "الرئيس السوري مرحب به بحضور القمة العربية في بغداد، وأن الدعوة وجهت له رسميا بهذا الصدد".انتهى / 25م
