أمريكا تعود بوجه جديد.. احتلال مغلف بأجهزة تنصت وبطاقات دبلوماسية

المعلومة/ تقرير..
في مشهد يعيد إلى الأذهان أيام الاحتلال المباشر، ويكشف زيف الادعاءات الأمريكية بالانسحاب واحترام السيادة، شهدت العاصمة بغداد تحركاً خطيراً ومريباً عندما رصدت الأجهزة الاستخبارية العراقية سيارة بيضاء من نوع "توسان"، مظللة النوافذ، تتجول في قلب الكرادة وعلى متنها أربعة عناصر مسلحين من الجنسية الأمريكية، يحملون أجهزة تنصت ميداني متطورة وبطاقات دبلوماسية مشبوهة صادرة عن قيادة عمليات بغداد. هذه الحادثة ليست تفصيلاً عابراً أو تصرفاً فردياً، بل تمثل دليلاً دامغاً جديداً على أن واشنطن لم تخرج يوماً من العراق، بل غيّرت زيّها وبدّلت أدواتها، لتعيد احتلالها بصورة خادعة تحت غطاء "الدعم الفني" و"برامج التدريب"، وهي في حقيقتها أدوات تجسس واختراق مباشر للقرار العراقي.

إن ما يجري على الأرض هو إعادة تموضع ممنهج لقوى الاحتلال الأمريكي، بالتوازي مع تدخل سافر في الشؤون السياسية، ومحاولة التأثير على العملية الانتخابية بشكل يضمن بقاء نفوذ واشنطن عبر عملائها وأذرعها السياسية، مما يشكل تحدياً صارخاً لإرادة العراقيين الذين دفعوا دماءهم ثمناً للاستقلال والسيادة.

• 

 

* إثارة الفوضى وتأجيج النعرات الطائفية

وفي هذا الصدد، اتهم المحلل السياسي صباح العكيلي, الولايات المتحدة الأمريكية بالسعي لإشاعة الفوضى وتأجيج النعرات الطائفية داخل العراق عبر إرسال فرق جوالة تمارس أنشطة مشبوهة في مناطق مختلفة من البلاد.

وقال العكيلي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "الولايات المتحدة لا ترغب باستقرار الأوضاع الأمنية في العراق، وتسعى بشكل مستمر إلى خلط الأوراق من خلال تحركات ميدانية مشبوهة ومخططات خبيثة تنفذها تحت غطاء التعاون الأمني".

وأضاف، أن "أمريكا تمسك بزمام الأمور في العراق سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وهي من تقرر متى تنفجر الأزمات ومتى تهدأ، في إطار سياسة مدروسة تهدف إلى إبقاء البلاد تحت رحمتها وتوجيهاتها".

وتابع العكيلي، أن "الفوضى التي تشهدها بعض المناطق بين الحين والآخر ليست بعيدة عن التدخلات الأمريكية التي تتخذ من بعض المؤسسات والبرامج غطاءً لتحركاتها المشبوهة".

*انتهاك سيادة البلاد

في غضون ذلك، حذّر النائب محمد البلداوي، من محاولات الولايات المتحدة للتهرب من اتفاق انسحاب قواتها نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أنها تستخدم دائما ذريعة تزايد نشاط تنظيم داعش.
وقال البلداوي في تصريح لـ/المعلومة/، إن "الولايات المتحدة تتذرع بعودة نشاط تنظيم داعش في بعض المناطق، كذريعة لإعادة الانتشار العسكري وزيادة أعداد جنودها في قواعد عدة"، مشيراً إلى أن "هذا التحرك يمثل خرقاً واضحاً للاتفاق المبرم مع الحكومة العراقية بشأن انسحاب القوات الأجنبية".

وأضاف أن "الجانب الأميركي لم يلتزم فعلياً بأي خطوة جدية تجاه تنفيذ اتفاق الانسحاب، بل إنه يستثمر أي توتر أمني لتبرير بقائه"، لافتاً إلى أن "واشنطن تحاول الالتفاف على الاتفاق من خلال التحركات العسكرية تحت غطاء التدريب والمشورة".

* أدوات ناعمة وخداع سياسي

إن الوجود الأمريكي في العراق، سواء كان معلناً أو مستتراً، يمثل انتهاكاً فاضحاً لكل الأعراف والسيادة الوطنية، وهو استمرار لحالة الاحتلال بأدوات ناعمة ومكر سياسي وقح. إن محاولات الالتفاف على اتفاقات الانسحاب والاحتيال على الإرادة العراقية عبر ذرائع واهية، هي ممارسات مفضوحة لن تمر دون ردّ شعبي وسياسي صارم. فالعراق ليس ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الأمريكية ولا منصة لتنفيذ مصالحها الاستراتيجية على حساب أمنه واستقراره.

لقد آن الأوان لوضع حدّ حاسم لهذا العبث المنهجي، وإجبار القوات الأجنبية على مغادرة الأرض العراقية دون قيد أو شرط، فالسيادة ليست مجالاً للتفاوض، والوطنية ليست للبيع، وأمن العراق واستقراره أكبر من أن يُساوم عليه في دهاليز السياسة الأمريكية.انتهى25ز