أجندات سرّية وفرق متنقلة.. الاستخبارات الأمريكية تحت المجهر

المعلومة/تقرير..

ما الذي يدفع الولايات المتحدة إلى مواصلة تحركاتها "الخبيثة" في العراق رغم تعالي الأصوات المطالبة بإنهاء الوجود الأجنبي؟ ولماذا يتزامن كل تحسن في الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد مع أحداث مفاجئة تعيد خلط الأوراق وتثير القلق؟ هل هي مجرد صدفة سياسية وأمنية متكررة، أم أن وراء الأكمة ما ورائها؟
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، تتكثف المؤشرات التي تتحدث عن أنشطة سرّية وتحركات ميدانية مريبة تجري على الأرض العراقية، وسط تحذيرات من وجود مخططات تهدف إلى زعزعة الأمن الداخلي، والإبقاء على العراق كساحة صراع مفتوح يخدم أجندات خارجية، تُملي تحركاتها من خلف الكواليس، وتُنفذها بوسائل متعددة، بعضها ناعم وبعضها فوضوي.
أمام هذا المشهد المعقّد، تثار تساؤلات مشروعة حول طبيعة التحركات الأمريكية، ومدى علاقتها بمحاولات إحياء الفتن الداخلية، وإعادة إنتاج سيناريوهات الفوضى التي شهدتها البلاد في مراحل سابقة.

* إثارة الفوضى

وفي هذا الصدد، أكد القيادي في تحالف الفتح، علي الفتلاوي، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) لا تزال تمارس أنشطة سرّية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الأمني في العراق، وذلك من خلال تجنيد فرق تعمل على خلق حالة من الفوضى، بهدف الإبقاء على وجود القوات الأمريكية في البلاد وتنفيذ أجندات مشبوهة في المنطقة.

وقال الفتلاوي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "الولايات المتحدة الأمريكية، كلما لاحظت تحسناً في الاستقرار السياسي والأمني بالعراق، تسعى إلى خلط الأوراق وخلق الفوضى، لضمان بقاء قواتها داخل الأراضي العراقية كمنطلق لتهديد العراق ودول المنطقة".

وأضاف أن "الاستخبارات الأمريكية تستخدم أدوات متعددة لتحقيق هذا الهدف، مثل دعم فرق جوالة يعمل فيها أفراد يحملون الجنسية الأمريكية، يقومون بخلق الفتن الطائفية وتنفيذ عمليات اغتيال، الأمر الذي يؤدي إلى خلق حالة من عدم الاستقرار الأمني".

وأشار الفتلاوي إلى أن "من أبرز هذه المحاولات ما تم إحباطه مؤخراً في منطقة الكرادة، حيث تم القبض على مجموعة من الأشخاص كانوا يقودون سيارة مظللة، ويحملون أجهزة اتصالات سريّة، بالإضافة إلى بطاقات دبلوماسية صادرة عن قيادة عمليات بغداد".

 

• 

 

* ورقة ضغط

كما حذّر المحلل السياسي هيثم الخزعلي، من تحركات لفرق أمريكية خاصة داخل العاصمة بغداد، بالتزامن مع نشاط مشابه داخل قاعدتي عين الأسد وحرير، مشيراً إلى وجود "مخطط كبير" يجري الإعداد له.
وقال الخزعلي في تصريح لوكالة /المعلومة /، إن "المعلومات المتوفرة تشير إلى وجود اتصالات في قاعدة عين الأسد مع أكثر من 5,000 عنصر من تنظيم داعش، مع احتمالية نقل عناصر من سوريا إلى داخل العراق لتنفيذ عمليات ميدانية".
وأضاف أن "التحركات في قاعدة حرير قد ترتبط بمحاولات دعم قوات "قسد" أو استخدامها كورقة ضغط إقليمية"، مشدداً على "ضرورة فرض رقابة صارمة على التحركات الأمريكية، ومنع أي انتشار لعناصر هذه الفرق داخل العاصمة أو المحافظات، تحت أي مسمى كان".

استمرار التحركات المريبة داخل المدن العراقية، وتزايد الحديث عن أنشطة استخبارية وأعمال تجنيد سرّية، يضعان الحكومة العراقية أمام مسؤولية وطنية وتاريخية، تقتضي وقفة حازمة، وتفعيل أدوات الرقابة والتحقيق، بعيداً عن المجاملات أو الضغوط الدولية. فالأمن الوطني ليس ورقة تفاوض، بل هو حجر الأساس في بناء دولة مستقرة، وقرار إنهاء التدخلات الخارجية لم يعد خياراً سيادياً فحسب، بل ضرورة لحماية مستقبل العراق وشعبه من مشاريع مشبوهة تتخفى وراء شعارات التحالف والدعم.انتهى25ز