السوداني يتوسل أنقرة لحضور "الجولاني" في قمة بغداد ويتناسى الاحتلال التركي شمال العراق !

المعلومة /بغداد ..
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، كشفت مصادر مطّلعة أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قدّم طلباً مباشراً إلى الحكومة التركية من أجل تسهيل حضور وزير خارجيتها، هاكان فيدان ، والجولاني قمة بغداد المرتقبة، مُعبّراً بشكلٍ غير معتاد عن رغبة بغداد في ضمان تمثيل تركي رفيع المستوى، حتى لو تطلّب الأمر تجاوز الخلافات الجوهرية القائمة بين البلدين.

اللافت في المشهد أن السوداني، وبحسب مطلعين على كواليس الاتصالات الدبلوماسية، استخدم لهجة توصف بـ”المرنة إلى حد التوسّل”، لحضور الجولاني رغم المعارضة الشعبية الداخلية في العراق سعياً منه لانجاح  القمة سياسيًا وإعلاميًا، في حين أن ملفات مصيرية تمس السيادة العراقية، كالتوغل التركي المستمر في شمال العراق وبناء القواعد العسكرية، لم تحظَ بأي جدية تُذكر ضمن أجندة الحوار.

• 

 

تركيا: لاعب متجذر شمال العراق
منذ سنوات، تعزز تركيا من وجودها العسكري في إقليم كردستان ومناطق نينوى ودهوك تحت ذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني (PKK). وبحسب تقارير أمنية، أنشأت أنقرة أكثر من 100 موقع عسكري واستخباري داخل الأراضي العراقية، معظمها دون أي تنسيق رسمي مع بغداد. ورغم احتجاجات خجولة من الحكومة المركزية، إلا أن الردّ التركي يتسم دائماً بالرفض القاطع لأي نقاش حول الانسحاب.

السوداني يترك “الملفات الميتة” جانباً
بدلاً من استخدام قمة بغداد كورقة ضغط لتحريك الملفات العالقة مع تركيا، وعلى رأسها المياه، الحدود، والسيادة، بدا أن السوداني اختار طريق “الاسترضاء” عبر التركيز على المجاملات الدبلوماسية، متجاهلاً حجم الغضب الشعبي المتزايد إزاء الموقف التركي.

• 

 

هل تسقط قمة بغداد في وحل التناقضات؟
بينما تحاول الحكومة العراقية تقديم القمة كمبادرة لتعزيز الاستقرار الإقليمي، تبرز تساؤلات جدية:
هل يمكن بناء شراكة مع دولة تتجاهل سيادة العراق؟
وهل يُعقل أن يُغضّ الطرف عن انتهاكات يومية مقابل صورة تذكارية في قاعة بغداد؟

السوداني، بسعيه هذا لإرضاء تركيا على حساب الملفات الجوهرية، يضع نفسه في موضع سياسي حساس، بين طموح إقليمي مشروع وعجز داخلي مقلق. فهل ستسعفه المجاملات في كسب الاحترام، أم أنها ستكون حلقة جديدة في مسلسل التنازلات غير المعلنة. انتهى / 25