بعد حل حزب العمال.. هل فقدت تركيا مبررات تدخلها العسكري في العراق؟"
13 أيار 19:57
المعلومة/تقرير.. تتواصل الانتهاكات التركية للأراضي العراقية في ظل صمت دولي مريب، حيث تواصل أنقرة تعزيز وجودها العسكري تحت ذرائع واهية لم تعد تقنع حتى حلفاءها. فالعدوان التركي ليس مجرد عملية عسكرية، بل هو تجسيد لطموحات إمبراطورية عثمانية جديدة تسعى لإحياء ماضيها الاستعماري على حساب سيادة الدول المجاورة. بعد إعلان حزب العمال الكردستاني عن حل نفسه ونزع سلاحه، بات من الواضح أن تركيا لم تعد تملك أي مبرر لاستمرار وجود قواتها على الأراضي العراقية. هذا التواجد العسكري يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية، ويعكس نوايا أنقرة التي تتجاهل حقوق الشعوب وتستغل الأوضاع السياسية والأمنية لتحقيق أهداف توسعية. فهل ستظل الحكومة العراقية مكتوفة الأيدي أمام هذا العدوان، أم ستتحرك لحماية سيادتها وحقوق مواطنيها؟
* زوال المبررات وفي هذا الصدد، يرى الباحث بالشأن السياسي قاسم التميمي، عدم وجود أي مبرر للحكومة التركية لإبقاء قواتها على الأراضي العراقية، بعد اعلان حزب العمال الكردستاني نزع سلاحه وحل نفسه.
وقال التميمي لـ /المعلومة/، ان "القوات التركية لن تتمكن في ليلة وضحاها ان تسحب قواتها وتسلم القواعد العسكرية للعراق، بعد اعلان حزب العمال الكردستاني حل نفسه والقاء السلاح، بل ستحتاج الى بعض الوقت من اجل تحقيق ذلك".
وأضاف ان "تركيا ومن اجل ابداء حسن النية في الانسحاب من الأراضي العراقية، ينبغي ان تفاتح الحكومة الاتحادية بتحديد سقف زمني لسحب قواتها والياتها من المناطق الشمالية والعودة الى النقاط الحدودية المثبتة بين البلدين".
وبين ان "تركيا لم تعد تملك أي مبرر لابقاء قواتها على الأراضي العراقية، حيث ان استمرار هذا التواجد يحتم اتخاذ إجراءات سياسية وعسكرية وحتى دولية، خصوصا بعد زوال المبرر الأبرز الذي كانت تتذرع به انقرة لابقاء قواتها في المناطق العراقية".
بعد حل حزب العمال.. هل فقدت تركيا مبررات تدخلها العسكري في العراق؟"
* إحياء المشروع العثماني في غضون ذلك، أكد النائب محمد الصيهود، أن حل حزب العمال الكردستاني أفقد تركيا أي ذريعة لشرعنة وجودها العسكري داخل الأراضي العراقية، مشدداً على أن أنقرة لا تسعى لتحقيق السلام، بل تعمل على إحياء مشروعها العثماني التوسعي.
وقال الصيهود في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "خطوة حل حزب العمال الكردستاني تمثل إنهاءً لحجة تركيا الأساسية في تبرير تدخلها العسكري في شمال العراق، وهو ما يتطلب موقفاً واضحاً من الحكومة العراقية لإنهاء الاحتلال التركي للمنطقة".
وأضاف أن "تركيا لا ترغب بالسلام في المنطقة كما تدعي، بل تسعى إلى فرض نفوذها وإعادة أمجادها العثمانية، مستغلة الظروف السياسية والأمنية التي تمر بها البلاد".
وأشار الصيهود إلى أن "الوجود العسكري التركي يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية، وعلى الحكومة أن تستخدم الوسائل الدبلوماسية والقانونية للضغط على أنقرة وسحب قواتها فوراً من الأراضي العراقية".
اذا كانت تركيا قد فقدت مبررات وجودها العسكري في العراق، فما الذي يمنع الحكومة العراقية من اتخاذ موقف حازم لإنهاء هذا الاحتلال؟ هل ستستمر أنقرة في تجاهل السيادة العراقية، أم أن الوقت قد حان لوضع حد لطموحاتها التوسعية؟. انتهى25ز