نزع سلاح "بي كي كي".. فرصة تاريخية لاستعادة السيادة على الأراضي العراقية
14 أيار 13:45
المعلومة / تقرير..
بعد صراع مسلح بين حزب العمال المعارض والجيش التركي الذي دام أكثر من 40 عاما، أعلن حزب العمال الكردستاني طي صفحات قتاله، ووقف عملياته العسكرية وإنهاء الكفاح المسلح ضد السلطات التركية، في يوم وصف بالتاريخي، منهيا بذلك جميع الأنشطة التي كانت تنفذ باسم حزبه المسلح المعروف محليا باسم"بي كي كي"، والذي تصنفه أنقرة "منظمة إرهابية".
جاء هذا الاعلان الرسمي خلال المؤتمر الثاني عشر لقيادات الحزب الذي انعقد الأسبوع الماضي في اقليم كردستان، حيث قرر حل البنية التنظيمية لحزب العمال الكردستاني وإنهاء كفاحه المسلح، وجاء هذا الرد الإيجابي تلبية لدعوة أطلقها نهاية شهر شباط الماضي، مؤسس الحزب عبدالله أوجلان المعتقل من قبل السلطات التركية منذ عام 1999، وقد حث خلالها مقاتليه على نزع السلاح وحل الحزب، وأقر حينها الحزب مطلع شهر اذار ، وقفا فوريا لإطلاق النار، قبل أن يعلن القرار الجديد حل جميع الأنشطة وتفكيك بنيته السياسية والمسلحة.
ان انعكاسات هذا القرار ووقف النزاع المسلح لم ينعكس على تركيا فحسب، بل انعكاسته الايجابية تمتد لدول الجوار التركي ومنها العراق بالخصوص.
من جانبه اكد الخبير الامني صباح العكيلي ، ان الاعلان الرسمي لحزب العمال التركي المعارض حل نفسه ونزع سلاحه رسميا لم تعد هناك اي ذريعة لتواجد القوات التركية داخل الاراضي العراقية، لذلك يتطلب من الان ان تتحرك الحكومة على الجانب التركي للتنسيق معه ووضع خطة للانسحاب الكامل وبعكسه فانها ستكون قوات احتلال.
وقال العكيلي في تصريح لوكالة / المعلومة /، ان "القرار الرسمي الذي اعلنه حزب المؤتمر العمال التركي بحل نفسه ونزع سلاحه له انعكاس ايجابي على العراق وذلك بانتفاء حجة تركيا بتواجد قواتها داخل الاراضي العراقية ولم تعد لها اي ذريعة لهذا التواجد".
واضاف انه "يتوجب على الحكومة التحرك لمطالبتها بوضع خطة لانسحاب كامل قواتها من الاراضي العراقية وتسليم قاعدة بعشيقة التي يتواجد بها الجيش التركي"، مبينا انه "في حال عدم انسحاب الجيش التركي بالكامل خارج الحدود العراقية فان اي قوة عسكرية تعد قوات احتلال وللعراق الحق في تدويل القضية لدى مجلس الامن".
واشار العكيلي ان "قرار نزع سلاح البككة وتسليمه عبر ثلاث محاور هي تركيا وسوريا والعراق فان تسليم سلاح مقاتلي الحزب داخل الاراضي العراقية، سيتولاه الجانب العراقي وقد يكون هناك تنسيق بين الجانبين"، متابعا انه "بعد الانسحاب سيتولى الجيش العراقية مسؤولية تامين الحدود ولن يسمح لقوات البيشمركة ان تمسك الحدود كونها حرس داخل الاقليم وان الحدود الخارجية من مسؤولية الدولة الاتحادية كما هو مثبت في الدستور".
اما على صعيد الانعكاسات الايجابية لقرار حل الحزب ونزع سلاحه عراقيا فانه اولا سيوقف نزيف الدم خاصة للبناء القرى الحدودية من العراقيين ووقف القصف على المدن والقصبات في دهوك واربيل والقرى الحدودية التابعة لاربيل والسليمانية ، فقد اكد القيادي في الاتحاد الوطني غياث السورجي في تصريح لـ / المعلومة /، ان "القرار الرسمي لحزب العمال التركي المعارض بحل نفسه ونزع سلاحة ووقف كامل للعمليات العسكرية سيمكن عودة اكثر من 1000 قرية عراقية تابعة الى محافظات الاقليم ونينوى بعد ان نزحوا منها قسرا نتيجة القتال بين الجيش التركي وحزب العمال المعارض ولمدة اكثر من 40 عاما"، مشيرا الى ان "اغلب المعارك واشدها جرت داخل الاراضي العراقية".
واضاف ان "عودة اهالي تلك القرى ستكون له اثار ايجابية على الاقتصاد في الاقليم والعراق عموما كونها قرى سياحية ومن الدرجة الاولى، كذلك لما تمتلكه من غابات وارض زراعية، فضلا عن ثروتها الحيوانية".
وشدد السورجي ان "الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم مطالبتان بالاسراع واجراء الحوارات مع الجانب التركي للقيام بسحب قواتها من داخل الحدود العراقية".
يذكر أن حزب العمال الكردستاني قرر حل نفسه ووقف العمل المسلح في تركيا، منهيا بذلك تمردا استمر 40 عاما جاء ذلك خلال مؤتمر حزب العمال الكردستاني الذي انعقد في شمال العراق بين الخامس والسابع من أيار الجاري بناء على دعوة قائده عبد الله أوجلان المعتقل منذ 26 عاما في تركيا.انتهى / 25م