المعلومة/خاص.. مرةً أخرى، تُمعن تركيا في انتهاك سيادة العراق دون رادع أو احترام للقوانين الدولية، وتتمادى في عدوانها العسكري السافر داخل الأراضي العراقية، وكأن العراق ساحة مباحة لأطماعها ومغامراتها التوسعية. لم تعد الاعتداءات التركية مجرد تجاوزات عابرة، بل تحوّلت إلى سياسة منهجية تكشف عن عقلية استعمارية مريضة تحنّ إلى ماضٍ عثمانيٍ بائد، على حساب أمن العراق واستقراره. فبينما يُطالب العراقيون باحترام سيادتهم، تمضي أنقرة في غيّها، تقصف، تدمّر، وتُهجّر، دون اكتراث بمعاناة المدنيين، أو بحرمة الدم العراقي الذي يُراق ظلماً وعدواناً.
*استمرار العدوان التركي
وبشأن هذه الموضوع قال النائب محمد البلداوي، إن تركيا لا تحترم سيادة العراق، مؤكداً أن الاعتداءات التركية ما زالت مستمرة داخل الأراضي العراقية، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية.
وأوضح البلداوي أن "تركيا تسعى إلى إعادة أمجادها العثمانية من خلال تدخلاتها العسكرية المتكررة"، مشددًا على أن "الحكومة العراقية مطالبة بـالتحرك العاجل عبر الطرق الدبلوماسية لوضع حد لتلك الانتهاكات".
وأشار إلى أن "لا مبرر لاستمرار العمليات العسكرية التركية، خاصة بعد إعلان حزب العمال الكردستاني حل نفسه، مما يسقط الذريعة التي كانت تستخدمها أنقرة لتبرير تدخلاتها".
وأكد البلداوي أن "الاستهداف التركي الأخير يجب أن يُقابل بتحرك حكومي حازم وسريع، يضمن صون السيادة الوطنية وحماية أرواح المواطنين".
متى يتحرك العراق لوضع حد للعدوان التركي؟
* الصمت الرسمي
والى ذلك طالب المتحدث باسم ائتلاف النصر، سلام الزبيدي، الحكومة العراقية بتشكيل لجان تفاوضية عاجلة لإخراج القوات التركية من الأراضي العراقية، لا سيما بعد انتهاء مبررات وجودها التي كانت تتمثل بملاحقة حزب العمال الكردستاني.
وقال الزبيدي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "القوات التركية ارتكبت انتهاكات كبيرة في شمال العراق، تسببت بتدمير عشرات القرى وتهجير سكانها، فضلاً عن مقتل مدنيين نتيجة العمليات العسكرية المتواصلة".
وأضاف، أن "أنقرة لم تكتفِ بالتوغل العسكري، بل تجاوزت الأعراف الدولية بسياساتها التوسعية، وهو ما يتطلب موقفاً حازماً من بغداد، يبدأ بتشكيل لجان تفاوض مشتركة لبحث آلية انسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية".
وأشار الزبيدي إلى أن "تركيا قد تلجأ إلى اختلاق مبررات جديدة لإبقاء قواتها في العراق، ضمن مشروعها الإقليمي التوسعي الذي يهدد سيادة دول المنطقة"، محذراً من "استمرار الصمت الرسمي حيال هذه التجاوزات".
ولعل ابرز ما يدور في الاذهان إلى متى يبقى الصمت الرسمي هو الرد الوحيد على العدوان التركي؟ وأين هي مواقف الحزم والسيادة من كل ما يجري؟ هل سيبقى العراق مسرحاً مفتوحاً لتدخلات الخارج بلا حساب ولا عقاب؟ انتهى25ز
