المعلومة/ تقرير.. في زمنٍ أصبحت فيه السياسة سوقًا مفتوحًا للمتاجرة بالقضايا والدماء، يتجرّأ من تلطخت أيديهم بدعم الإرهاب واحتضان الجماعات المتطرفة على التحدث عن مكافحته، وكأنهم أبرياء من دم هذا الوطن المنهك. وزير خارجية النظام السوري، الذي لم يتورع يومًا عن دعم التنظيمات الظلامية، يصعد منبر قمة بغداد ليعظ العالم بخطر الإرهاب، متناسياً أن نظامه كان حاضنةً رئيسةً للفكر المتشدد والمليشيات العابرة للحدود.
وفي الوقت ذاته، يظهر بعض قادة ووفود الخليج في مشهد القمة كمن يحمل خنجراً في يد وغصن زيتون في الأخرى، يتحدثون عن السلام بينما يسيرون بخطى ثابتة نحو تطبيع مخزٍ مع الكيان الصهيوني، ضاربين عرض الحائط بقضية فلسطين وشهدائها، ومحولين المنابر العربية إلى أبواق للتصفية لا للعدالة.
* استخفاف بعقول الشعوب وفي هذا الصدد، انتقد عضو ائتلاف دولة القانون، عباس الشبكي، تصريحات وزير الخارجية السوري حول خطر التنظيمات الإرهابية، معتبراً أن حديثه يحمل تناقضاً كبيراً ويتنافى مع تاريخ النظام السوري الحالي الذي ولد من الجماعات المتطرفة. وقال الشبكي في تصريح لـ/المعلومة/، إن "حديث وزير الخارجية السوري في قمة بغداد حول مكافحة الإرهاب يُعد استخفافاً بعقول الشعوب، لاسيما وأن النظام السوري الحالي كان ولا يزال يحتضن العديد من الجماعات المتطرفة"، مبيناً أن "العديد من عناصر الحكومة السورية الحالية، ومنهم وزير الخارجية نفسه، سبق وأن قاتلوا في صفوف تنظيم داعش الإرهابي أو وفروا له الدعم اللوجستي والسياسي". وأضاف أن "الوزير السوري لا يمتلك أي عقلية سياسية حقيقية، بل يتحرك وفق عقلية أمنية إرهابية، وتصريحاته في القمة لا تتماشى مع سجل النظام الإجرامي". وأوضح الشبكي أن "محاولات النظام السوري لتبييض صفحته من خلال الخطابات السياسية لن تنجح، خصوصاً في ظل استمرار معاناة الشعب السوري وتورط قيادات النظام في جرائم ضد الإنسانية".
بين الإرهاب والتطبيع... خطاب عربي مأزوم ومفضوح
* تصفية القضية الفلسطينية كما أكد المحلل السياسي إبراهيم السراج، أن بعض قادة الخليج يعملون بشكل متعمد على تصفية القضية الفلسطينية عبر محاولات ترويج التطبيع مع الكيان الصهيوني. وقال السراج في تصريح لـ/المعلومة/، إن "بعض قادة الخليج الحاضرين في القمة العربية التي انعقدت في بغداد لا يشاركون ذات التوجه أو الهدف تجاه القضية الفلسطينية، بل إن بعضهم يسعى إلى طمس القضية بالكامل لصالح الاحتلال الإسرائيلي". وأضاف، أن "القمة التي احتضنتها بغداد يجب ألا تكون مجرد تكرار فارغ لسابقاتها، بل يجب ترجمة مخرجاتها إلى خطوات عملية تدعم الحقوق الفلسطينية وتواجه حملات التصفير والتطبيع التي تقودها بعض الأنظمة الخليجية".
ويطرح سؤال هل باتت القمم العربية منابر للمنافقين ومنصات لتبييض الصفحات السوداء؟ وأين تقف الشعوب من كل هذا التزييف؟ وهل يُعقل أن نسمح لأعداء الأمس بأن يصنعوا خطاب المستقبل؟ انتهى25ز
