قمة بغداد مابين حسن التنظيم والاستقبال والفشل السياسي والمخرجات الانشائية
المعلومة/ بغداد...
اشادات كبيرة تلقتها بغداد على اثر حسن الاستقبال والتنظيم والخدمات والخطة الأمنية لانجاح القمة العربية، خصوصا من ناحية التحضير والاستعداد وتهيئة المباني والفنادق التي استقبلت الوفود العربية، الا ان المضمون والمخرجات لم تكن بمستوى التحضير والاستعداد لهذه القمة التي انفقت عليها الحكومة ملايين الدولارات، حيث لم يكن التمثيل العربي بالمستوى المطلوب واقتصر على رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية، كما ان مخرجاته لم تتعدى حدود الكلمات الانشائية التي اكدت على دعم القضية الفلسطينية وضرورة وقف الحرب على غزة، اذ تزامن مع هذه الخطابات قصف صهيوني متواصل على مناطق القطاع، مايؤكد ان المخرجات لن تترجم الى أفعال حقيقية تعيد الحق الفلسطيني وتقود الدول العربية نحو التعاون والازدهار.
ويقول عضو المكتب السياسي لحركة اقتدار، نسيم عبد الله، لـ /المعلومة/، ان "عدم الحضور من قبل رؤساء الدول للقمة العربية في بغداد يمثل خيبة امل للعراق واستهانة بالوضع الراهن، اذ كان يفترض بالحكومة ان تأخذ بعين الاعتبار حجم التمثيل للدول المشاركة في القمة، حيث ان العراق لم يكن يتوقع ان يكون التمثيل الدبلوماسي العربي بهذا الحجم، خصوصا في الوضع الحالي، اذ ان قمة بغداد عام 2012 في عهد نور المالكي كان حجم التمثيل فيها افضل بكثير، رغم الوضع الصعب الذي كان يعانيه العراق في تلك الفترة"، مضيفا ان "الحكومة العراقية كان من الأفضل ان لاتسعى في عقد القمة العربية، طالما تدرك ان حجم التمثيل بهذا المستوى، إضافة الى مخرجات القمة لم تكن بمستوى الطموح، خصوصا ان مخرجاتها كانت انشائية ولن يكون لها دور في رسم سياسة المنطقة".
من جانب اخر، اكد النائب السابق عن تحالف الفتح محمد إبراهيم لـ /المعلومة/، ان "العراق استضاف القمة العربية على أرضه التي مازالت تشهد هجمات تركية وانتهاكات متواصلة، اذ لم يكن هناك أي موقف من قبل العرب تجاه الانتهاكات المستمرة من قبل الجانب التركي، حيث كان من المتوقع تتوقف الهجمات التركية بعد زيارة السوداني إلى تركيا ولقائه بالرئيس رجب طيب أردوغان، لكن القصف لا يزال مستمراً في ظل صمت عربي رسمي غير مبرر".
وعلى صعيد متصل، رأى المحلل السياسي قاسم التميمي، خلال حديثه لـ /المعلومة/، ان "القمة الخليجية التي حضرها ترامب كان لها اثر واضح على عدم حضور زعماء الخليج للقمة العربية في بغداد، إضافة الى ان العراق لم يكن حاضرا على مستوى المتغيرات الجيو سياسية في المنطقة، حيث فشلت قمة بغداد سياسيا، خصوصا ان امير قطر وصل ارض العراق لكنه غادرها بعد نصف ساعة من الحضور، بعد اعتراضه على ترتيب كلمات الوفود الوزارية، اذ ان كلمات بعض الوزراء ورؤساء الوزراء قد سبقت كلمته، مادفعه للعدول عن الحضور"، لافتا الى ان "الجميع كان يتمنى ان تخرج القمة بقرارات قوية وفاعلة وذات نتيجة، خصوصا ان البيان الختامي لم يكن بمستوى الطموح وطالب بدعم قطاع غزة، لكنه لم يوضح طبيعة هذا الدعم، في حين شهدت قمة الخليج قبل 3 أيام تبرع مالي بمبلغ 4 مليار دينار، وبالتالي فأن هذا البيان كان ركيكاً ولم يرتق الى مستوى القضية الفلسطينية". انتهى 25ن

