هضاب وليست قمم ..حين يسقط العقل العربي بين "الترويض والتسول"

المعلومة / خاص 
في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم، وبينما تتغير معادلات القوى الإقليمية والدولية، تبدو "القمم العربية" كأنها طقوس بروتوكولية خاوية، أقرب إلى هضاب قاحلة منها إلى قمم شامخة تقود شعوبها نحو التنمية والنهضة.
نهاية التكتلات الجغرافية والعرقية
ما عادت الحدود الجغرافية ولا الانتماءات العرقية تُشكّل أدوات فاعلة في بناء التحالفات أو فرض النفوذ. فالعصر الحالي هو عصر المصالح الذكية والتحالفات البراغماتية، حيث تقود التكنولوجيا والاقتصاد والدبلوماسية الموقف، لا خطابات الانتماء ولا عواطف الوحدة. ومع ذلك، ما زالت القمم العربية تتكئ على لغة تقليدية مفرغة من أدوات التأثير الواقعي، متغافلة عن أن العالم من حولها تجاوزها بأشواط.
الجيوسياسية والدبلوماسية.. أدوات التغيير الغائبة
بينما تتصارع الأمم الكبرى على النفوذ عبر أدوات القوة الناعمة والخشنة – من الاقتصاد والمياه إلى النفوذ التكنولوجي والعسكري – تكتفي “القمم العربية” ببيانات ختامية محفوظة لا تتعدى حدود الورق. لا استراتيجيات تنفيذية، لا مخرجات قابلة للقياس، ولا إرادة جماعية حقيقية.
جامعة عربية ميتة إكلينيكياً
الجامعة العربية، المفترض أن تكون مرجعية القرار العربي، أضحت هيكلاً شبه فارغ، عاجزة عن حل أي ملف حيوي يخص العالم العربي. من فلسطين إلى السودان، من العراق إلى سوريا، تتوالى الأزمات، والجامعة غائبة أو عاجزة، أسيرة الانقسام والتجاذبات.

• 

 

الترويض الممنهج للعقل العربي
عقود من الإعلام الموجه، والتعليم المنغلق، والقرارات المسقوفة، أسهمت في إنتاج عقلية عربية مروّضة، ترى القمة إنجازاً لمجرد انعقادها، لا بقراراتها أو آثارها. 
قمم بمليارات.. وشعوب تتسول
القمم تعقد في أفخم الفنادق وتحت أبهى الثريات، بموازنات خيالية، بينما الملايين في دول عربية يعيشون على الفتات. الفجوة بين الحاكم والمحكوم تتسع، والهوة بين الخطاب الرسمي والواقع الشعبي أصبحت سحيقة.
هل من أمل؟
لعل أول خطوة نحو الأمل هي الاعتراف الصريح بالفشل. لن تُثمر القمم العربية شيئًا ما لم تتحول إلى منصات حقيقية لصناعة القرار، ومراكز تفكير تتبنى العقلانية والواقعية السياسية. وإلا، فستبقى “قممنا” مجرد هضاب قاحلة.. بلا ماء ولا كلأ. وفي هذا الصدد يعلق الأكاديمي العراقي د. كامل القيم بشان قمة بغداد ويصفها بـ(الهضبة) وليست "قمة وان التكتل الجغرافي والعرقي قد ولى والدور الان للجيوسياسية الحديثة وقوة الدبلوماسية والاقتصاد والمياه والتكنلوجيا والاعلام". 
واضاف ان "الدول تعمل منفردة لتامين امنها واقتصادها ومسارها الحياتي، وفي منطق السياسة ان لا تظهر ضعفك ونفور البعض من عناقك وان (الهضبة) كشفت عكسيا قوى الجذب المفترض الذي اراده البعض ان يظهر (قائدا وموحدا وناصعا) ،لكن دون جدوى".انتهى / 25