الدولار يتراجع في العراق.. الأسباب تبدأ من جيب المواطن
22 أيار 14:19
المعلومة / بغداد ..
شهد سوق الصرف العراقي في الآونة الأخيرة انخفاضاً ملحوظاً في أسعار صرف الدولار، في ظل مجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي أثرت بشكل مباشر على حجم الطلب في السوق الموازي.
فقد بدأ التجار العراقيون يتريثون في عمليات الاستيراد مدفوعين بتوقعات تشير إلى احتمال انخفاض الأسعار العالمية وذلك نتيجة تراجع أسعار النفط، وهو ما جعل العديد منهم يحجمون عن الدخول في التزامات تجارية واسعة حتى تتضح الصورة الاقتصادية بشكل أكبر https://aja.ws/gh1ewq.
وفي السياق ذاته، بدأت الأسر العراقية في تبني سلوك اقتصادي أكثر حذراً حيث اتجهت إلى ترشيد الإنفاق وتقليل الاستهلاك تحسباً لأي تطورات مالية غير متوقعة قد تؤثر على استقرار معيشتهم، هذا السلوك الاجتماعي الجديد ساهم أيضاً في تقليص حجم الطلب على السلع، وبالتالي خفض الحاجة إلى العملة الصعبة.
إلى جانب ذلك، لعبت الإجراءات الحكومية دوراً بارزاً في تقليص الفجوة بين السعر الرسمي والموازي للدولار، من خلال توسيع شبكة المصارف التي توفر الدولار بالسعر الرسمي، وتسهيل آليات الاستيراد وفق الأطر النظامية.
وقد أسهم ذلك في تقليل الاعتماد على السوق غير النظامي خصوصاً بعد أن بدأت مراكز التسوق الكبرى (الهايبر ماركت) بالانتشار، معتمدةً على الاستيراد وفق الأسعار الرسمية، مما وفر للمستهلكين بدائل موثوقة ومستقرة https://www.ina.iq/229009--.html.
وفي هذا الإطار، أكد الخبير الاقتصادي صفوان قصي، في تصريح لوكالة /المعلومة/، أن تراجع الطلب من قبل العراقيين، ولاسيما التجار، يعود إلى توقعات بانخفاض الأسعار العالمية على خلفية انخفاض أسعار النفط، مما دفعهم إلى التريث في عمليات الاستيراد.
وأوضح أن هناك شبه حالة من التريث في استيراد السلع بمختلف أنواعها، كما أن العائلة العراقية بدأت باتباع سلوك ترشيدي في الإنفاق تحسباً لأي تطورات اقتصادية مستقبلية، مشيرًا إلى أن هذا السلوك ساهم بشكل مباشر في تقليل الطلب على الدولار في السوق غير النظامي.
وأضاف قصي أن الجهود الحكومية لتوسيع القدرة على الوصول إلى السعر الرسمي للدولار عبر شبكة من المصارف ومعرفة التجار بآلية الاستيراد بالسعر الرسمي، إلى جانب انتشار مراكز التسوق الكبرى التي تستورد السلع بالأسعار الرسمية، كلها عوامل أسهمت في انخفاض سعر الدولار في السوق الموازي.
وبيّن أن هذه الإجراءات تمثل خطوات مهمة في تحقيق استقرار نسبي في سوق الصرف وتقليل الفجوة بين السعر الرسمي والموازي مما يعزز الثقة بالسياسة النقدية والاقتصاد المحلي https://alssaa.com/post/show/34076.
ويعد هذا التراجع في أسعار صرف الدولار مؤشراً إيجابياً على فعالية السياسات الاقتصادية والنقدية المتبعة حالياً، كما يعكس درجة من الوعي الاقتصادي المتنامي لدى المواطنين والتجار على حد سواء.
وفي حال استمرار هذه العوامل مجتمعة، من المتوقع أن تشهد السوق استقراراً أكبر في أسعار الصرف خلال الفترة المقبلة، ما يعزز الثقة بالاقتصاد الوطني ويدعم جهود الإصلاح المالي في العراق.انتهى 25/س