الأرض البكر.. كنز الانتخابات الضائع.. هل تفجّر فصائل المقاومة مفاجأة صناديق الاقتراع؟
26 أيار 16:37
المعلومة / خاص .. في كل دورة انتخابية، تتكرر المعادلة ذاتها" نسب مشاركة منخفضة، بطاقات غير محدثة، وقاعدة جماهيرية واسعة تظل خارج اللعبة السياسية، تُعرف اليوم اصطلاحًا بـ”الأرض البكر” أي الكتلة الصامتة التي لم تصوّت قط، إما لعدم القناعة، أو بفعل الإهمال، أو بسبب الإحباط المزمن من أداء النظام السياسي. لكن ماذا لو تغيّر هذا المشهد؟ هل يمكن تحويل هذه الكتلة الصامتة إلى قوة انتخابية ضاربة؟ وهل فصائل المقاومة، التي دفعت أثمانًا باهظة لحماية السيادة والمجتمع، جاهزة اليوم لخوض المعركة الانتخابية بآليات حديثة تضمن الحفاظ على مكتسباتها؟ الأرض البكر… الكنز المنسي وفقًا لبيانات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فإن ملايين المواطنين لم يشاركوا في أي اقتراع سابق، وبعضهم لا يملك بطاقة بايومترية محدثة. هذه الفئة ليست قليلة، بل هي “البيضة الذهبية” لأي مشروع سياسي يريد قلب الطاولة. اما عن أسباب عدم استثمار هذه الكتلة البشرية فالبعض يعزوه الى غياب الحملات التوعوية الجادة، وخيبة الأمل من التجارب السابقة، والإحساس بعدم جدوى الصوت الانتخابي. لكن الواقع يُثبت أن من يُحسن مخاطبة هؤلاء، سيتحول إلى صانع موازين وقائد مسارات.
مفاتيح التحفيز: كيف نوقظ “العملاق النائم”؟ 1. حملات إعلامية ذكية: بلغة قريبة، مباشرة، وأحيانًا صادمة، ورسائل توضح أن “مَن لا يصوّت، يمنح صوته لمن لا يستحقه”. 2. التقنيات الميدانية: فرق شبابية مدربة تتوجه إلى المناطق المهمشة والمحرومة لتحديث البطاقات وتقديم الإرشاد المباشر. 3. الربط بين الأمن والسياسة: توضيح أن الحفاظ على الأمن والكرامة الذي وفرته المقاومة لا يكتمل إلا بالتمكين السياسي. 4. نماذج حقيقية: عرض تجارب دول ومجتمعات نجحت بعد أن انتفضت من صمتها الانتخابي. فصائل المقاومة… من الميدان إلى البرلمان هل الانخراط السياسي يُضعف المقاومة أم يُحصّنها؟ سؤال لطالما طُرح، لكن التجارب تُظهر أن العكس هو الصحيح. فمن لبنان إلى فلسطين، ومن تجارب بعض الفصائل في أمريكا اللاتينية، أثبتت الوقائع أن دخول الميدان السياسي يحمي ظهر المقاومة من الاستهداف الدولي والمحلي، ويحوّل الدماء والتضحيات إلى قوانين ومشاريع وأصوات، ويُعيد تشكيل القرار من الداخل، بدل أن يُفرض من الخارج. وفي هذا الشأن أكد المحلل السياسي، حيدر الموسوي، ، أن انخراط فصائل المقاومة في العمل السياسي يمثل خطوة استراتيجية تعزز قوتها الشاملة، وتفند المزاعم التي تحصر دورها في الجانب العسكري فقط، مشيراً إلى أن لهذه الفصائل القدرة على قيادة مشروع سياسي ناجح بموازاة حضورها في الميدان. وقال الموسوي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "مشاركة فصائل المقاومة في الحياة السياسية ستكشف عن نخب قادرة على بلورة مشروع سياسي مرحلي، يقف بوجه الضغوط الخارجية، خصوصاً من الجانب الأمريكي، ويمنح المقاومة قوة تشريعية وتنفيذية تُتيح لها اتخاذ قرارات مصيرية تتماشى مع أهدافها الوطنية". وأضاف أن "هذه الخطوة ستمكن الفصائل من المطالبة بشكل فعّال بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، لما ستملكه من غطاء سياسي داخل البرلمان والحكومة"، رافضاً "ما يُشاع بأن دخولها المعترك السياسي يمثل محاولة لاحتوائها وتفريغها من محتواها المقاوم ". وأشار إلى أن "هناك نماذج ناجحة مماثلة في المنطقة، كحركة أمل وحزب الله اللبناني، اللذين جمعا بين العمل السياسي والمقاوم، وحققا ما عجزت عنه حكومات عدة". وأكد الموسوي "إن العمل السياسي ليس حكراً على أحد، ويحق لأي جهة تمتلك الرؤية والمؤهلات أن تسهم في رسم مستقبل البلاد". تجارب مشابهة: من الميدان إلى الدولة 1. حزب الله – لبنان: تجربة فريدة، حافظ على توازن السلاح والسياسة، وفاز بكتل برلمانية مؤثرة رغم كل العواصف. 2. حركة حماس – فلسطين: انتزعت شرعية شعبية ساحقة في انتخابات 2006، رغم التحديات الدولية. 3. الجيش الجمهوري الإيرلندي (IRA): تحوّل من العمل المسلح إلى حزب سياسي فاعل (شين فين)، أصبح رقماً صعباً في الساحة البريطانية. “الأرض البكر” ليست فقط كتلة انتخابية، بل مشروع وطني بحد ذاته.وإن فصائل المقاومة، بعد أن أدت دورها في الدفاع، مطالبة اليوم بأداء دورها في التغيير، فالمعركة القادمة لن تُحسم بالبندقية وحدها، بل بصوت الناخب، وصندوق الاقتراع. انتهى / 25