استقالة الحلبوسي.. هروب من الأزمة أم مناورة للتجديد؟
المعلومة/ خاص..
الشعب العراقي وأعضاء مجلس النواب انتظروا كثيرا انعقاد جلسة برلمانية يتم من خلال تمرير رئيس الجمهورية وإكمال الاستحقاقات الدستورية والمضي بتشكيل الحكومة، وهذا ما حصل حين أعلن مجلس النواب عن موعد جلسة المقبلة، إلا أن ما جاء في مضامينها كأن "امرأ مفاجئاً"، حين أقدم رئيس مجلس النواب على تقديم استقالته.
بحسب نواب ومحللين سياسيين، اعتبروا خطوة الحلبوسي الأخيرة تأتي من باب مجابهة الخصوم ومحاولة احراجهم من خلال التصويت على الاستقالة من عدمها لاسيما مع الأعداء السابقين الذين تحولوا إلى حلفاء جدد.
وكان مجلس النواب قد أعلن، في وقت سابق من اليوم، عن عقد جلسة يوم الأربعاء المقبل، مبينا أن الجلسة تتضمن التصويت على استقالة رئيس المجلس محمد الحلبوسي من منصبه، والفقرة الثانية فخصصت للتصويت على النائب الأول لرئيس مجلس النواب.
*امتعاض نيابي
طلبات عديدة تقدم بها أعضاء مجلس النواب لانعقاد جلسة برلمانية ووصلت التواقيع إلى أكثر من 190 نائباً، الا أن الحلبوسي دائما ما كان بتجاهل تلك الطلبات، والتي أدت إلى سخط وامتعاض أغلبية أعضاء مجلس النواب بينهم نواب حزب تقدم الذي يرأسه من تصرفاته الفردية، حسب عضو مجلس النواب جاسم العطواني.
ويقول النائب عن الائتلاف جاسم العطواني، في تصريح لوكالة / المعلومة /، إن " كل أعضاء مجلس النواب ومن بينهم نواب تقدم والذي يرأسه محمد الحلبوسي غير راضين على تصرفه لاسيما عندما عطل جلسات مجلس النواب بوجود طلبات برلمانية ملحة لعقد الجلسة، لكنه لم يستجب".
ويضيف، أن "مستقبل الحلبوسي مع هذه الممارسات وتعطيل مجلس النواب مهدد بعدم تجديد الثقة له كرئيس المجلس"، لافتا إلى "وجود انتقادات كثيرة تلاحق رئيس البرلمان".
ويرجح عضو مجلس النواب: "وجود اتفاق بين قادة الكتل السياسية حول استقالة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، لكن الى الان لم يتضح شيء بصورة رسمية"، مشيرا إلى أن "انعقاد الجلسة بهذه الطريقة ستغير من تركيبة العملية السياسية وتشكيل الحكومة الجديدة".
*تحديد الأسباب
دائما ما تحاول القوى السياسية إبراز دورها حين اتخاذ خطوات مهمة كالاستقالة وخطواتها بهدف الحصول على ترويج يعزز من وجودها داخل العملية السياسية، أو أثناء الحصول على المناصب الحكومية، وهذا ما لجا اليه رئيس البرلمان بعد سؤاله عن أسباب تقديمه استقالته من رئاسة المجلس، بحسب محللين.
وأكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، إن قرار الاستقالة لم يتداوله مع أحد، فيما دعا القوى السياسية إلى مجاراة الأزمات الراهنة.
يشار الى ان الحلبوسي قال في كلمة متلفزة تابعتها وكالة / المعلومة/ ، اليوم الاثنين ، إنه "كان من المفترض عقد جلسة البرلمان يوم 20 من الشهر الحالي، لكن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اقترح تأجيلها".
ويضيف "لم أتداول قرار استقالتي مع قادة الكتل السياسية والزملاء"، مبينا أن "المناصب تكليف ويجب ان يعي الجميع حساسية المرحلة".
*ضعيف ومنحاز
أغلبية القوى السياسية سواء كانت محايدة أو معايدة لرئيس البرلمان دائما ما كانت تشكو من ضعف سياسته وتخبطه في أداء مركز مهم كرئيس السلطة التشريعية لاسيما فيما يتعلق بموضوع الجلسات البرلمانية، وهو ما ادى الى وصفه بـ الضعيف والمنحاز" حسب القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي.
ويبين السورجي أن "أداء رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ضعيف ومنحاز وليس محايداً بل كان جزءاً من المشاكل السياسية، وتعطيل وتأخير جلسات البرلمان"، مبينا أنه "وقف إلى جانب طرف أمام أطراف أخرى".
ويلفت الى أن "التأخير الجلسات البرلمانية انعكس سلبيا على أداء المجلس وإدارة الدولة والمؤسسات الحكومية"، لافتا إلى أن "رئيس البرلمان أدى دورا سلبيا بخصوص إجراء أو عقد جلسات البرلمانية".
خطوة رئيس مجلس النواب قد يكون خلفها أمرين، وهو أما الهروب من غرق العملية السياسية التي وصلت لمراحل غير مضمون بها المنصب الرئاسي، أو قد تكون محاولة جديدة لتعزيز الثقة والمحافظة على الكرسي وهذا ما حاول إظهاره الحلبوسي خلال تعليقه على طلب الاستقالة. انتهى/25ر