رئيس جماعة علماء العراق: لا توجد مرجعية دينية للسنة والمجمع الفقهي مؤسسة سياسية
المعلومة / خاص..
يعد من دعاة التقريب بين المذاهب الإسلامية في العراق، ومعارضًا للطائفية، ولد في البصرة عام 1967 وهو فقيه حنفي وسياسي عراقي يترأس جماعة علماء ومثقفي العراق، عمل مستشارًا لرئيس العراقي جلال الطالباني، ثم خطيب جمعة بغداد الموحدة، انه رجل الدين خالد عبد الوهاب الملا ، كان لوكالة "المعلومة" الإخبارية هذا اللقاء الصحفي الخاص معه.
تابع قناة "المعلومة " على تلكرام.. خبر لا يحتاج توثيقاً ..
*ماذا قال السيد السيستاني عن أسباب اعتزاله الطبقة السياسية؟
*المرجعية ستقول كلمتها في ساعة العسرة ولديها قنوات تواصل بعيدة عن الإعلام
*المجمع الفقهي مؤسسة سياسية وليست دينية ولا يوجد للسنة مرجعية
*هناك إعادة ترتيب للحركات المتطرفة بدعم بعثي
*فساد توسعة جامع أبو حنيفة وطباعة القران جزء يسير من ملفات الوقف السني
س/ نعيش حالة من الانسداد السياسي وتبرز الحاجة الى وقفه من المرجعيات الدينية لكننا نشهد حالة من النأي عن النفس من قبل المؤسسة الدينية؟
ج : انا شخصيا استغرب من مصطلح الانسداد السياسي في هذا الوقت هو متى صار عندنا "انفتاح سياسي" حيث اننا ومنذ عام 2005 والى الان عندنا مشاكل في العملية السياسية ولماذا ان نتناسى او ننسى بان المكون السياسي كذلك الديني يرفض العملية السياسية ودخل في مشاكل متعددة مع الوضع وصار هناك استنزاف للمال والثروات بل قال بعضهم في لغة عربية فصيحة: (انا حرضت مدة 15 عاما ضد العملية السياسية وعلى الوضع الجديد في العراق ). طيب هذا التحريض ماذا يعني؟ لو كانت لدينا طبقة سياسية تحترم نفسها او لدينا قضاء يستطيع يحرك دعاوى على هؤلاء ممكن انا كمواطن وانت ونسال المتحدث ما هو نوع التحريض؟.
وهذا التحريض انعكس على الشارع العراقي ولم نحصل منه سوى إراقة الدماء وتفجير البيوت وذبح العوائل وتفجير الصهاريج في الاسواق والتجمعات وفي الزيارات الدينية.
س/ هل للاعلام دور في تأزيم الوضع السياسي في العراق؟
ج: نعم الاعلام الخارجي كان ومازال يضخ سمومه ويكرس كل وقته لتسقيط العراق والعملية السياسية ولاحظ اغلب القنوات العربية تعمل باتجاه التسقيط, ويصورون العراق بانه هو البلد الوحيد في العالم الذي لديه مشاكل وتناحرات سياسية في حين الكثير من دول العالم تعاني أزمات سياسية اكبر من الازمة العراقية , لذلك نعول على وعي الجمهور وعدم الانصياع وراء تلك القنوات الموجهة, كما نوجه اعلامنا الداخلي بأن لا ينساق وراء تلك القنوات من خلال برامج تثير الخوف والهلع لدى المواطن العراقي .
*ماذا قال السيد السيستاني عن أسباب اعتزاله الطبقة السياسية؟
س/ هل تعتقد ان المرجعيات الدينية قد نأت بنفسها عن التدخل في حل الازمات السياسية؟
ج : المرجعية الدينية وظيفتها البلاغ استنادا لحديث النبي ( ص) (ما عليك الا البلاغ ) المرجعيات سواء كانت سنية او شيعية ما عليها الا البلاغ وعلى السياسي السماع لها الاخذ بمشورتها. المرجعية لا يمكنها اجبار السياسيين على ما تقوله وقناعتي وحسب علمي ان المرجعية في النجف حريصة على وضع العراق حريصة على الامن والاستقرار.
واعتقد جازما بوجود قنوات مفتوحة بين المرجعية والطبقة السياسية عامة الا انها بعيدة عن الاعلام من خلال تكليف اشخاص كوسطاء بين المرجعية والطبقة السياسية وانا متيقن وجود مثل هذا التواصل، وشخصيا قال لي المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في احد اللقاءات ( سبب اعتزلي عن الطبقة السياسية بسبب عدم قيامهم بالوظيفة اتجاه الشعب العراقي) ويعني سماحته يشمل كافة الطبقة السياسية وليس تحديدا الطبقة السياسية الشيعية.
س/ من هو اكثر طرف سياسي يتحمل مسؤولية الازمة الحالية؟
ج : لايمكن تحديد طرف سياسي واحد بتحمله الازمة السياسية او الازمات السابقة فجميع الطبقة السياسية من السنة والكرد وغيرهم يتحملون المسؤولية كاملة , ولو ان السنة واقصد بهم المكون السياسي منذ البداية كانوا اول من وقف ضد العملية السياسية وهذا ما جلب علينا كل الويلات والمصائب .
*المرجعية الدينية ستقول كلمتها في ساعة العسرة
س/ هناك من لديه مخاوف ما بعد زيارة الأربعين ماذا تقول للمرجعية وللسياسيين؟
ج : صحيح ولا يخفى على احد بان الشعب العراقي لديه هواجس وخوف بعد زيارة الأربعين , لذلك فان المرجعية الرشيدة لابد من ان تقول كلمتها في ساعة العسرة وستوقف هذه المهازل حتى لايدفع البلد الى الهاوية.
ان المخاطر مازالت موجودة الا اننا نعول على حكمة المرجعية في النجف وعلى ابويتها للشعب العراقي. كما نعول على وعي الطبقة السياسية رغم تحفظنا على البعض منهم لكن هناك شخصيات مدركة لهذا الخطر واهم شيء التعويل على وعي الشعب العراقي .
*المجمع الفقهي مؤسسة سياسية وليست دينية
س : لماذا لا تكون للمكون السني مرجعية موحدة؟
ج : السنة مرجعيتهم الدولة أولا ومن ثم لدينا مراجع أربعة وهم: الامام أبو حنيفة والامام مالك والامام الشافعي والامام احمد بن حنبل المعتمدون في الفتوى واما المستحدثات نأخذها من العلماء الحاليين .
س / هل المجمع الفقهي يمثل مرجعية للسنة؟
ج : المجمع الفقهي مؤسسة سياسية وليست دينية، ففي وقت من الأوقات حين تعالت الأصوات للمرجعية الدينية الشيعية واحترام ما تفتي به, أراد بعض النواب السنة ان يصنعوا لهم مرجعية دينية وهذا خلاف واقع السنة، فالسنة ليس لديهم مرجعية دينية، لأن مرجعيتهم الدولة ولا يمكن مقارنتها بالمرجعية الشيعية لكونها لديها وضع خاص وعمرها اكثر من الف سنة ولها وضع خاص.
واذا اردنا ان نتحدث بالتوسع عن المجمع الفقهي يجب ان يكون الحديث سياسي وانا لا اريد ان اخوض في ذلك. السنة ليست لديهم مرجعية واحدة كما اسلفت. كما ان اغلب السنة لا يعرفون الى اين ينتمون الى أي مذهب من المذاهب الأربعة في حين لو تذهب الى أي دولة إسلامية تجد السني يعرف مذهبه الا في العراق.
*هناك دعم بعثي لترتيب وتنظيم الحركات المتطرفة
س / هل تعتقد ان خطر التظيمات المتطرفة قد انحصر بعد دحر تنظيم "داعش" الاجرامي؟
لااعتقد ابدا ان خطر التنظيمات قد ولى او انحصر، فبعد 2017 اعيد تنظيم الحركات المتطرفة السنية والشيعية على حد سواء، كما اعيد صياغة الحركات المتطرفة بعد انتصار الدولة العراقية ضد تنظيم "داعش" الاجرامي، واغلب هذه الحركات مدعومة من البعث وجهات لاتريد الاستقرار للعراق، وللأسف نلاحظ سكوت الكثير من السياسيين عن تلك الحركات وآخرها ما كشفه الحشد الشعبي من احباط مخطط بعثي للنيل من أمن العراق.
*الفساد في الوقف السني وصل لكل شيء وتوسعة جامع أبو حنيفة جزء يسير
س / نسمع باستمرار عن قصص كثيرة تخص الفساد في الوقف السني.. لماذا الفساد يتزايد في الوقف لهذه الدرجة؟
ج : هناك تدخل واضح من السياسيين في كل مفاصل الأوقاف للحصول على منافع مادية لكونها تمتلك أموال واملاك لا تعد ولا تحصى, حتى ان رئيس الوزراء لم يكن له أي سلطة على أي رئيس للاوقاف رغم ارتباطه بمجلس الوزراء حتى وصل الأمر الى ان رئيس الوزراء لا يستطيع تغيير رئيس قسم وان الأوقاف تكاد ان تخرج عن وظيفتها الحقيقية وظيفتها الحقيقية المحافظة على الأملاك ورعاية المدارس والمساجد ورعاية العلماء ووظائف أخرى يعرفها الناس.
س/ ما قصة الفساد في توسعة جامع أبو حنيفة وطباعة المصحف الشريف؟
الوقف السني هو احدى المؤسسات الفاسدة والفساد فيها في كل شيء وهذا الفساد هو انعكاس لما يحدث في باقي مؤسسات الدولة والفساد وستأتي ساعة الحساب وسيُكشف الكثير من ضياع الأوقاف والاملاك ودخول ناس ليس لهم علاقة بالاوقاف.
اما ملف الفساد في توسعة جامع أبو حنيفة وطباعة القران الكريم فهو جزء يسير من ملفات الفساد في هذه المؤسسة.
س/ كيف اثر التدخل السياسي في الأوقاف؟
ج: الأوقاف تسيطر عليها مجموعة من السياسيين وتباع تشترى فيما بينهم حالها كما يجري في الوزارات. الأوقاف ليست أموال الأوقاف وانما فكر واذا انحرف الفكر من سيقوم بتقويمه؟ اذا لا يوجد رأس هرم على هذه المؤسسة ستكون المدارس مخترقة.
*المؤسسة بحاجة لمهني مستقل وليس رئيس مؤسسة يستشار في قراراته الى سياسيين.
س/ هل هناك من معوقات تمنع الشيخ خالد الملا تبوء منصب رئيس الوقف السني؟
ج: المواقف التي تبنيتها او اتخذتها هي عدم السعي نحو المناصب التنفيذية ومنها منصب رئاسة ديوان الوقف السني اوغيره لان المواقف لا تأتي بالإنسان الى مناصب ولو كنت ارغب بذلك لسلكت طريقا آخر وحصلت على منصب رئيس البرلمان.
اما عن سؤالك لماذا لم يطرح اسمي للمنصب أقول ولا مرة طرح اسمي للمنصب لا من سياسيي السنة او الشيعة , قد يكون قد طرح من شخصيات معينة الا انه طرح غير رسمي لكونها رغبات شخصية.
* الزيارة الاربعينية تحولت الى ظاهرة عالمية
س/ ما الذي تراه بتوافد الجموع الأجنبية للمشاركة في زيارة اربعينية الامام الحسين (ع)
ج : الزيارة الاربعينية هي طقوس لاتباع المذهب الشيعي وقد حوربت من قبل النظام السابق وبعد اسقاط النظام حولها العراقيون الى ظاهرة عالمية يشارك بها ملايين من دول العالم , وهذا هو المغزى من ثورة الحسين، لأن الامام الحسين لم يثور لاجل فلان فقط او للمذهب الشيعي بينما ثورته لكل المسلمين.
مئات الفضائيات العالمية ومنها حتى المعادية تنقل وقائع الزيارة ومساهمة العراقيين السخية وهي حالة غير مسبوقة في أي دولة، مما حول الظاهرة من محلية الى العالمية بفضل حب العراقيين للامام الحسين (ع) ومن المؤسف جدا هناك بعض الوكالات المعادية لهذا الخط يبحثون عن زله هنا او هناك , لكن هذا لن يمر لان هذه الزيارة شكلت وعيا دينا عند الناس من خلال متابعة وقائع الزيارة في عموم ارجاء المعمورة.
س/ كلمة أخيرة
ج: انا شخصيا اتابع وكالة المعلومة الإخبارية بشكل مستمر وانا جدا ممتن لخطابها الإعلامي وتوازنه على الصعيد السياسي، كما انها تهتم أيضا بمتابعة بقية النشاطات خاصة الدينة وعلاقتها مع مختلف العلماء من السنة والشيعة وادعو من خلالكم بقية الوكالات الاخبار الى ان تحذو حذو وكالتكم.