عادل عبد المهدي: تغييب دور الحشد الشعبي سيعني انهيار المنظومة الأمنية
المعلومة/ بغداد..
حذر القائد العام للقوات المسلحة الأسبق عادل عبد المهدي، من أي محاولة للتفريط بقوة الحشد الشعبي ووجوده كقوة مهمة في العراق، مبينا أن غياب الحشد الشعبي يعني انهيار المنظومة الأمنية في البلاد.
وقال عبد المهدي في مقال اطلعت عليه /المعلومة/ إن "الحشد الشعبي، لو غاب لعاد داعش والإرهاب والفوضى العارمة للعبث في البلاد بما في ذلك العاصمة بغداد. فالبلاد التي عاشت أقسى ظروفها الفوضوية والارهابية في ظل وجود 170ألف جندي أجنبي، أو التي لم تتمكن فيها فرق عسكرية من حماية نينوى، التي سقطت على يد بضع مئات من الدواعش، لم تتمكن من تحقيق الأمن سوى عند حضور "الحشد " ودخوله معادلة الأمن الوطني والتعاون والتنسيق بينه وبين بقية صنوف القوات المسلحة، من تحقيق الانتصار الحاسم ومن توفير الأمن والاستقرار في عموم البالد، عدا في بؤر صغيرة. بؤر يمكنها التوسع إن غاب الحشد، ومرشحة للتلاشي والتقلص بوجوده".
ولفت الى أنه "هنا لا نستهين بالقوات المسلحة الأخرى ودورها وتضحياتها، ودور الاصدقاء والدعم الدولي، لكن وجود "الحشد" وسهولة مشاركة الجماهير، هو من أعطى لنظرية الأمن تكاملها. وسيمثل غياب الحشد انهيارا لها. لنعود من جديد إلى أوضاع سابقة مأساوية. وإن التحجج ببعض الأخطاء والانحرافات الموجود مثلها في القوات المسلحة أو غيرها من قوى- ما هي سوى جزء من الحملة لشيطنة واحدة من أهم ركائز الأمن في البلاد اليوم. فالجميع ينعم اليوم بالأمن والاطمئنان المعقولين. وهذا لا يشمل الشعب والقوى المحبة للحشد فقط، بل يشمل ايًضا أولئك الذين يُشيطنون الحشد من القوى العراقية والأجنبية".
وأضاف، "يجب أن نتذكر أن بعد سقوط الموصل بأشهر سقطت الرمادي -ايضاً - في شباط ،2015 وانسحبت القوات النظامية إلى "الحبانية " تاركة أكواًما عظيمة من السالح والعتاد. وإن عجز القوات قوى التحالف الدولي الحقً عن القضاء على النظامية بما فيها القوى المتعددة الجنسيات في حينها، أو ا داعش -دون قوى الحشد - هو ليس استهانة بتلك القوى وتضحياتها وأدوارها، بل هو سد للثغرة في النظرية الأمينة للمدة من 2003 الى 2014 والتي كانت تغيب الشعب كقوة أمينة واعتمدت على نظرية وممارسة إعادة بناء القوات المسلحة من قوى النظام السابق، ملحقً متكاملة- قوى الدمج من بعض فصائل المعارضة".
وأشار الى أن "قوى الإرهاب وتشكيلاته هي قوى غير نظامية، وبالتالي فإن توفير الأمن لا يواجه بالقوات الجوية أو البرية التقليدية فقط. ولابد من قوات شعبية "ثورية" أو (ميليشاوية بحسب اللغة الغربية) تحرم قوى الإرهاب من بيئتها الجماهيرية. وتستطيع اتخاذ القرارات الفورية والتحرك بسرعة، والتغلغل في الأزقة والبيوت، متحررة إلى حد كبير من روتينية وتراتبية القوات المسلحة النظامية، وثقل آلياتها وعديدها، والمستلزمات التي لن تتحرك القوات التقليدية من دون توفيرها".
وأوضح أن "قوى كالحشد هي من يدخل عنصر المباغتة والعنصر المعنوي الشعبي أو الجهادي بين صفوف القوى المقاتلة. فالقوات النظامية -ما لم تُشحذ بالعامل المعنوي والشعبي دائما- ستكون معرضة للسقوط في أسر حسابات مهنيتها ووظائفيتها. برغم انه برزت لدينا في المعارك ضد الإرهاب ايًضا، قوات نظامية قدمت من التضحيات ونزلت الى الميدان، وتوغلت في الأزقة وبين البيوت مما ساعد كله في الانتصار على داعش". انتهى/25س