الاستخبارات الأمريكية في كردستان الأهداف الخفية والتواجد الفعلي
كتب / الياس خضر …
تُعدّ منطقة كردستان العراق ذات أهمية استراتيجية لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) منذ عقود، نظرًا لموقعها الجغرافي الحساس، وعلاقاتها المعقدة مع بغداد، ودورها في محاربة الجماعات المتطرفة.
بدأت علاقة الـCIA مع الأكراد في أوائل السبعينيات، حيث قدمت الوكالة دعمًا ماليًا وعسكريًا كبيرًا بلغ حوالي 20 مليون دولار، بما في ذلك 1,250 طنًا من الأسلحة، بهدف تقوية موقف الأكراد في مفاوضاتهم مع الحكومة العراقية آنذاك .
في تسعينيات القرن الماضي، أنشأت الـCIA علاقات وثيقة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني (KDP) والاتحاد الوطني الكردستاني (PUK)، وأسهمت في تأسيس جهاز “الأسايش” الأمني، الذي تولى مهام مكافحة الإرهاب والتجسس والفساد .
خلال الفترة من 2002 إلى 2003، قامت فرق مشتركة من الـCIA والقوات الخاصة الأمريكية بعمليات في شمال العراق، مما ساعد في تمهيد الطريق لغزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين .
وحيث لا توجد أرقام دقيقة متاحة للعامة حول عدد عناصر الـCIA في كردستان العراق، نظرًا للطبيعة السرية لعمليات الوكالة. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن الوكالة تحتفظ بحضور نشط في المنطقة، خاصة في ظل التحديات الأمنية المستمرة .
أما في بغداد، فتحتفظ الـCIA بمحطة داخل السفارة الأمريكية، لكن نشاطها الميداني ازداد بشكل كبير في الاونه الأخيرة .
وتسعى الـCIA من خلال تواجدها في كردستان إلى تعزيز التعاون الاستخباراتي مع قوات البيشمركة والأجهزة الأمنية المحلية والحفاظ على نفوذ الولايات المتحدة في منطقة ذات أهمية جيوسياسية.
ويُعتبر تواجد الـCIA في كردستان العراق جزءًا من استراتيجية أوسع للولايات المتحدة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، ومواجهة التحديات الأمنية المتعددة. ورغم قلة المعلومات المتاحة للعامة، إلا أن الشراكة بين الولايات المتحدة والأكراد تظل عنصرًا أساسيًا في السياسة الأمريكية تجاه العراق.