مقررات قمة الدوحة = صعادة أرض جو وبوخة !!
كتب / أحمد الحاج جود الخير
هناك مثل عراقي شعبي شهير يقول ” لو تفتح بابك وتفتخر ..لو تسد بابك وتكرمنا بسكوتك وتنستر “، ويضرب هذا المثل الرائع لمن يدعو الناس الى مأدبة غداء أو عشاء فاخرة في داره ومن ثم وحين يحين موعد المأدبة وإذا بالداعي المضيف يطبق المثل العراقي الشعبي الآخر “عزمهم وانهزم منهم ،باوع من شقوق الباب ، راحوا لو بعد منهم !!” ولا كلمات وقرارات القمة العربية – الاسلامية التي استمعنا إليها بالأمس حيث كانت وباستثناء النزر اليسير منها عبارة عن جمل انشائية لا تتماهى مع مستوى المأساة المفجعة ولو بالحد الأدنى، وبما أثبت للعالم أجمع بأننا وفي حقب النكوص الطويلة عبارة عن أمة كلام وخطابة وإنشاء ومقالات – كالتي أكتبها أنا وأمثالي – لغرض التنفيس الداخلي أولا ، و بزعم صناعة الوعي الجمعي ثانيا ، ومعذرة إلى ربكم ، وبراءة للذمة ولتسجيل غضبة لله تعالى ، وموقف مشرف للتاريخ ثالثا ، وبما أشرت إليه في مقال سابق ،ليس تنبؤا ولا رجما بالغيب ،حاشا وكلا ، وإنما استدعاء للماضي القريب ، واستجلاء للحاضر المعاش الكئيب ، وكله على ذات المنوال المهين والمخزي ..
كونوا على ثقة لقد كنت المواطن الوحيد الذي يستمع ويتابع وقائع القمة الطائرة ..عفوا ..الطارئة داخل المقهى الشعبي المكتظ بالزبائن ، وأما البقية فكان كل واحد منهم يدخن شيشة المعسل ،ويتابع مقاطع التيك توك التهكمية التافهة الساخرة على هاتفه النقال،وبعضهم كان يلعب البوبجي بمعية أصدقائه الفضائيين في العالم السيبراني،غير آبه ، ولا واثق ، ولا مكترث بالقمة لأن الجميع بات يعلم طبيعة مقرراتها مسبقا من خلال التجارب الماضية التي لا تحصى ، ورب سائل يسأل ، ولماذا تابعت وقائع الجلسة الطارئة إذا كنت تعلم مقرراتها مسبقا ؟ الجواب ياعزيزي، هو عسى ولعل تكون هذه المرة مختلفة عن ما سبقها ولكن هيهات ، وعلى قول المثل الشعبي ” العادة اللي بالبدن ، ما يغيرها غير الكفن ” وقد سبق الطبع التطبع والتطبيع !!
كما أشرت الى أن بعضا من القادة والزعماء لن يحضر هذه القمة ويقاطعها من دون بيان الدواعي والأسباب الموجبة لذلك ، إلا أنني والحق أقول لكم لم أتصور بتاتا بأن قادة دول الخليج كلهم سيقاطعون قمة الدوحة المنعقدة في دولة خليجية مهمة ضمن دول مجلس التعاون الخليجي وقد حدث الاعتداء الصهيوني الصادم على أراضيها ، وبما يشي بأن 6 تريليونات دولار جديدة ستدفع إلى أبي ايفانكا لضمان عدم استهدافهم من قبل حليفة واشنطن مستقبلا هذه المرة ، بعد أن حلبهم في المرة السابقة خشية استهدافهم على حد وصفه شرقيا ، وهلم جرا وعلى هذا المنوال طيلة فترة ولاية ترامب القادمة وكلها ستكون عبارة عن حلب متواصل ، ولكن بلا طائل !!
الان وفي هذه الساعة التي أكتب فيها هذه السطور حدث ما كان متوقعا بالضبط وبما أشرت اليه في مقال سبق القمة العربية الاسلامية بـ 24 ساعة وبالإمكان الرجوع إليه للفائدة ، وخلاصته أن : القمة وإذا ما اكتفت كعادتها بالشجب والتنديد والاستنكار ومن دون اتخاذ خطوات عملية وميدانية جريئة ورادعة على الأرض” فإن الكيان اللقيط سيفهم من ذلك على أنه بمثابة ضوء أخضر له ورسالة طمأنة مفادها “روح بفالك بيبي !!” وبأن الأمة ما تزال تغط في نوم عميق وتشخر ولم تستيقظ بعد ، ليوسع النتن جدا من نطاق اباداته ومن رقعة جرائمه وعملياته ، وهذا هو عين مايحدث حاليا في القطاع وفي اليمن أيضا ، وأضيف بأنه سيحدث في سوريا اليوم بعد منتصف الليل ، أو غدا نهارا وكذلك الحال مع لبنان ، ولا جديد تحت الشمس يروى، ولا قديم فوق ثرى هذه الأرض يعاد .
وهذا نص المقال الذي سبق القمة وكان بعنوان “أمنيات مواطن عربي مستيقظ ما قبل النوم !!
أتمنى وآمل بأن لا تخرج قمة الدوحة العربية -الإسلامية المزمع عقدها في العاصمة القطرية الدوحة يوم الاثنين الموافق 15 / أيلول / 2025 ، بمشاركة 55 دولة على الاقل تمثل مليار و300 مليون مسلم يعيشون على أراضيها ، باستثناء مئات الملايين ممن يعيشون خارجها ،ببيان ختامي خجول عبارة عن تنديد وشجب واستنكار كالعادة لأن مثل هذا البيان المعتاد الباهت والمخجل = منح النتن جدا وحكومته الضوء الأخضر لمواصلة الاعتداءات في اليوم التالي للقمة، إن لم يكن في ليلة اليوم نفسه ، وحبذا لو تضمن البيان الختامي الآتي :
-الإعلان وبوضوح تام لا يقبل التأويل ولا التبديل عن الاتفاق بقطع العلاقات مع أية دولة حول العالم تواصل وتصر على دعم الكيان عسكريا واقتصاديا ولوجستيا وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا .
– الإعلان وبكل صراحة عن حق عودة اللاجئين واقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
– الدعوة لفتح المعابر الفوري وادخال المساعدات الى القطاع المحاصر ومن دون قيد أو شرط وبخلاف ذلك فإن المساعدات ستلقى عبر أسطول من الطائرات فوق القطاع رضي بذلك من رضي ، وغضب من غضب .
– الدعوة الى إيقاف الاستيطان وعمليات التجريف و مصادرة الاراضي واقتطاعها بكل أشكاله وصوره .
– الدعوة الصريحة والجادة إلى إلغاء ما يسمى بمراكز المساعدات الانسانية في القطاع لأنها وببساطة عبارة عن مصائد لتصفية الجياع وإذلالهم والتنكيل بهم ، واعادة مهمة توزيع المساعدات الى الاونروا كما كان عليه الحال قبل السابع من أكتوبر / 2023.
– التلويح بايقاف تصدير النفط والغاز في حال استمرار العدوان على القطاع اضافة الى كل من سورية واليمن ولبنان .
– التلويح بالانسحاب من بنود اتفاقية اوسلو،ومعاهدة كامب ديفيد ، والغاء التطبيع بكل اشكاله وصوره في حال واصل الكيان المسخ اللقيط اعتداءاته السافرة ،وجرائمه الفاشية النكراء الجبانة .
– توقيع معاهدة دفاع مشتركة بين الـ 55 دولة وتشكيل قوات ردع عربية – اسلامية .
– منع دخول الوفود الدبلوماسية والسياحية والرياضية والثقافية القادمة من الكيان ولاسيما الى مصر والاردن وتركيا .
– إغلاق السفارة في العمارة وطرد السفراء في كل دولة مطبعة مع الكيان .
– مطالبة الكيان بالانسحاب الفوري الشامل والكامل من جنوب سوريا، وجنوب لبنان،والكف عن اطلاق تهديداته العلنية المتكررة بالاستيلاء على غور ونهر الأردن والضفة الغربية ، ومثلها درعا والسويداء السوريتين ، والشروع بمد طريق داود الاقتصادي عبر الاراضي السورية وصولا الى البو كمال ، زيادة على ضم مزارع شبعا لتلحق بالجولان وجبل الشيخ والى الأبد ، كذلك السيطرة على نهر الليطاني اللبناني ،وعلى منواله نهر اليرموك السوري ، كل ذلك لتوسيع رقعة الكيان لأنه صغير جدا على حد تعبير ترامب ولابد من توسيعه جيو- سياسيا !!
– إيقاف التبادل الاقتصادي والدبلوماسي والتجاري والسياحي بين بعض الدول العربية والاسلامية والكيان وأخص منها تركيا والمغرب والامارات ومصر .
-منع استضافة المحللين والاعلاميين الصهاينة وفي صدارتهم ايدي كوهين ، و افيخاي ادرعي ، في القنوات العربية كافة وتحت أية ذريعة كانت ولاسيما بعد تصريح كوهين بأمنيته لقصف واستهداف قناة الجزيرة .
– السماح لأساطيل الحرية والصمود البحرية بالوصول إلى السواحل المحتلة لفك الحصار عن الجياع المحاصرين ومحاسبة كل – مخلوق – يقف حائلا بينها وبين الوصول الى هناك تحت أية ذريعة .
-الاتفاق على عملية إعادة إعمار القطاع عربيا ، ورفض ” مشروع الريفيرا “الترامبي – التوني بليري – الجاريد كوشنيري كليا ونهائيا .
– رفض التهجير خارج القطاع رفضا قاطعا لا يقبل المساومة ولا التفاوض ولا المداهنة بشأنه .
ولا يفوتني في الختام التنبيه من مغبة اقامة الولائم والعزائم الدسمة على هامش القمة لتناول ما لذ وطاب من المشاوي والمحاشي لأن قمة تناقش سياسات الحصار والتجويع ، والمعي الفارغة ، والقدور الخاوية حري بضيوفها ووفودها الرسمية والدبلوماسية بأن تصوم في ذلك اليوم وتضرب عن الطعام كليا بدلا من الانكباب عليه بشراهة وعلى طريقة الموكبانغ الكوري – مثل اللي ما شايف بحياته أكل – !!
ومع اقتناعي التام بأن هذه القمة لن تخرج بغير بيانات الشجب والادانة والاستنكار ومطالبة مجلس الامن واميركا والاتحاد الاوروبي – وكلهم طيارة – جريا على منوال ونهج ما عقد من قمم سابقة وعلى مدار عقود ..ومع قناعتي التامة بأن بعض القادة لن يحضروا القمة كالمعتاد ، فيما سيغادر بعضهم القاعة أثناء إلقاء هذه الكلمة أو تلك على لسان قادة آخرين بهذا الذريعة أو تلك،إلا أن المثل الشعبي يقول “شيم العربي وأخذ عباته “عسى ولعل أن تثلج هذه القمة قلوب المؤمنين ، وتشفي صدورهم التي تتحرق شوقا لنهاية الحرب وفك الحصار واطعام الجياع واعادة الاعمار ، لتحقق جانبا ولو يسيرا من أمنياتهم المجهضة ،ومن تطلعاتهم المؤجلة ، في زمن تكالب الأمم على هذه الأمة الجريحة تكالب الأكلة على قصعتها و من كل حدب وصوب ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم …
#أيها_القادة_أوقفوا_الابادة
وأضيف وبعد رد الكيان المسخ اللقيط بمزيد من الدمار والخراب على مقررات القمة – الفالصو – العربية الاسلامية فلا بد من إلقاء شحنات جوية عربية – اسلامية من المساعدات الانسانية والغذائية المتتالية مع السلاح لدعم سكان القطاع ليدافعوا عن أنفسهم بأنفسهم بعد أن تخلى العالم الشقيق والصديق بأسره عنهم ، ليتحول القطاع بأكمله الى مقبرة للغزاة كما حدث في سايغون من قبل ، وأذكر الجميع بأنه ” وإذا ما احتل الكيان القطاع وعمل على تهجير سكانه عنوة الى اللامكان ، وواصل بناء المستوطنات فلا أمن ولا أمان بعدها في عامة -الشرخ – الأوسط أبدا ، بوجود الداعم الأمريكي التلمودي للكيان الغاضب وبلا حدود ، ولات حين مندم “.أودعناكم أغاتي
