الدور الثالث.. وزارة التربية تكرّس الفشل..!
كتب / عامر جاسم العيداني ||
وزارة التربية في العراق لم تعد وزارة لصناعة الأجيال بل تحوّلت إلى ماكينة لإنتاج قرارات ترقيعية تهدم ما تبقى من هيبة التعليم وآخر هذه الكوارث هو قرار امتحان الدور الثالث الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه إهانة صريحة للتربية واستخفاف بمستقبل الطلبة.
كيف يمكن لوزارة تُفترض أنها حارس بوابة العلم أن تمنح الطالب ثلاث فرص للنجاح؟! أليس الامتحان هو معيار الجدية والانضباط؟ أليس من المفترض أن يكون النجاح حصيلة جهد وسهر وتعب لا منّة تُعطى بقرار سياسي أو نزعة شعبوية؟
الدور الثالث يكشف عجز وزارة التربية عن مواجهة المشكلة الحقيقية: مناهج بالية، نظام متخلف، وغياب خطط إصلاحية جذرية وبدلًا من مواجهة الفشل بشجاعة اختارت الوزارة الطريق الأسهل برشوة الطلبة وأولياء الأمور بفرص إضافية وكأنها توزع نجاحًا على طبق من ذهب لتخفي ضعفها وإخفاقها المزمن.
هذا القرار لا يسيء للطالب وحده بل يسيء لسمعة العراق التعليمية أمام العالم ويضع شهادته في خانة الشك والريبة وأي قيمة ستبقى لشهادة تُمنح بثلاث محاولات وأي احترام سيحصل عليه خريج نظام يسمح بالإهمال ويكافئ الكسل .
وزارة التربية بهذا القرار لا تُربي ولا تُعلّم بل تُعمّق الجهل وتشرعن التهاون وتزرع في عقول الأجيال أن النجاح يُشترى بالانتظار لا بالاجتهاد ، إنها ليست وزارة تربية، بل وزارة “ترضية”، تسير بمنهج “أسهل طريق وأقصر حل”، ولو على حساب مستقبل بلد بأكمله.
إن الدور الثالث ليس شفقة بل خيانة للتعليم وجريمة بحق العراق وفضيحة ستظل تلاحق وزارة التربية طالما بقيت تفكر بمنطق التساهل لا بمنهج الإصلاح.