السباق إلى البرلمان.. مشاركة مرتقبة ومنافسة تزداد سخونة
كتب / ذو الفقار احمد …
تتجه أنظار العراقيين نحو الانتخابات البرلمانية المقبلة وسط أجواء ترقب سياسي وشعبي غير مسبوقة. ومع اقتراب موعد الاقتراع، تبرز مؤشرات إيجابية على ارتفاع نسبة المشاركة، خصوصاً في محافظات الوسط والجنوب، التي لطالما شكّلت ثقلاً انتخابياً مؤثراً في رسم خريطة البرلمان القادم.
في الوسط والجنوب، تتسارع وتيرة التحركات الانتخابية، وتتصاعد حماسة الشارع بعد فترة من الفتور. الخطابات باتت أكثر واقعية، والشعارات أقل ضبابية، فيما يسعى المواطن لاختيار من يعبّر فعلاً عن همومه اليومية وحقوقه المهدورة. المراقبون يرون أن المشاركة في هذه المحافظات قد تكون الأعلى منذ أكثر من دورة انتخابية، مدفوعة برغبة في التغيير ومحاسبة الفاسدين.
أما في الشمال، فإن المشهد لا يخلو من التحدي. التنافس بين القوى الكردية الكبرى يحتدم، بينما تحاول الأحزاب الصاعدة كسر القواعد القديمة وتقديم رؤى جديدة للحكم والإدارة. ورغم التباين في المزاج الشعبي، إلا أن المؤشرات تدل على مشاركة متوسطة مستقرة تعكس رغبة في الحفاظ على التوازن داخل الإقليم.
وفي المحافظات الغربية، يبدو أن الشارع السياسي بدأ يحشد بطريقة تثير الآخر من خلال الخطابات والدعايات المحرضة والداعية للإطاحة بالآخر ، يقابلها رغبة الأهالي بالمشاركة لضمان حقوقهم وصون الاستقرار الأمني والاجتماعي التي سرقها السياسيين بشعاراتهم التحريضية .
تشير جميع المعطيات إلى أن السباق الانتخابي هذه المرة سيكون الأكثر صعوبة وتقارباً، فالمزاج الشعبي تغيّر، والناخب العراقي لم يعد يثق بالشعارات بل بالأفعال والبرامج الواقعية.
والمشاركة الواسعة قد تكون الرسالة الأهم التي يوجهها العراقيون لكل من شكّك في إرادتهم، بأنهم ما زالوا يؤمنون بالديمقراطية طريقاً للإصلاح لا أداة للمساومة.