شركات الاتصالات ونهب أموال العراقيين… إلى متى؟!
كتب / الدكتورعبد الرضا البهادلي ||
من مظاهر العبث الاقتصادي في العراق بعد عام 2003 ما يتعلق بملف شركات الاتصالات، تلك الشركات التي تحوّلت من مؤسسات خدمية إلى أدوات لنهب أموال الناس، تحت غطاء الاستثمار المحمي من الدولة…..؟
📍لقد أصبح المواطن العراقي يدفع أعلى أسعار للخدمة مقابل أسوأ جودة في الشرق الأوسط ، بينما تزداد أرباح الشركات الأجنبية والعقود الغامضة التي لا يعرف الشعب عنها شيئًا.
📍والسؤال الذي يُطرح بإلحاح: لماذا لم تؤسس الدولة العراقية حتى الآن شركة اتصالات وطنية منافسة؟. أليس من الغريب أن بلدًا يملك عقولًا هندسية وخبرات تقنية وجامعات وكفاءات، يعجز عن إنشاء شركة اتصالات وطنية منافسة ؟.
📍الجواب لا يحتاج إلى كثير من التأمل؛ فالعجز هنا ليس تقنيًّا علميا بل إراديًّا، أي أنه عجز في الإرادة السياسية، لا في الإمكانات المادية والعلمية .
📍وقبل ايام خرجت وزيرة الاتصالات وهي تُلقي باللائمة على “بعض النواب” الذين – كما تقول – يعرقلون مشروع الشركة الوطنية.
📍لكن السؤال الأعمق: لماذا يعرقل النواب ما يخدم البلد؟ هل تحوّل البرلمان إلى أداة حماية لمصالح الشركات الأجنبية آسيا سيل وزين التي نهبت اموال العراقيين ؟. أم أن بعض الصفقات والعمولات جعلت من “القرار الوطني” رهينة بيد المتنفذين؟.
📍وفي المقابل، يبرر النواب بأن هناك “شبهات أمنية” و”ثغرات قانونية” في الاتفاقيات، وخاصة مع شركة فودافون ……؟
📍لكن الوزيرة التي تتحدث اليوم بلهجة الغيور على المال العام، لم نسمع لها صوتًا طوال سنوات إدارتها للوزارة. واليوم، قبيل الانتخابات، خرجت في جولات إعلامية مكثفة، تطلب “دعم الشعب” وتستنهض “الضمير الوطني”، وهي نفسها مرشحة في أحد القوائم السياسية. فهل هو وعي متأخر، أم استثمار سياسي وانتخابي لوجع الناس ولكسب الاصوات ؟
📍إننا نطالب السلطة القضائية بأن تمارس دورها الدستوري في التحقيق بهذا الملف الحيوي، وأن تضع حدًّا لهذه المهزلة التي تستنزف خزينة الدولة وجيوب المواطنين معًا….
📍وفي الاخير ؛ إن تأسيس شركة اتصالات وطنية المنافسة للشركات سوف يحقق الكثير من المكاسب الاقتصادية من خلال تشغيل الأيدي العاملة العاطلة، ويضع حدا لجشع الشركات التي نهبت اموال العراقيين بخدمة غالية بائسة بالاضافة الى حفظ الامن في البلد …