الذراع الصهيوني في تمزيق شعوب المنطقة..!

لم تعد الأدوار الخفية التي تمارسها دويلة الإمارات بحاجة إلى كثير من التحليل أو الاستنتاج، فالأحداث التي تشهدها منطقتنا اليوم تكشف بوضوح الوجه الحقيقي لهذا الكيان الذي تحوّل إلى أداة طيّـعة بيد المشروع الصهيوني الإرهابي، تعمل ليل نهار على تمزيق شعوب الأمة، وقهرها، وتشويه وعيها، خدمةً لمصالح تل أبيب وواشنطن.

منذ أن اختارت أبوظبي طريق التطبيع العلني مع الكيان الغاصب، وهي تمضي في مسار خيانة مكشوفة، تجاوزت كل حدود السياسة إلى ميادين الدم والمؤامرة ..

فما من أزمة تضرب بلداً عربياً أو إسلامياً إلا وتجد خلفها أصابع إماراتية تموّل وتخطط وتنفذ بأدواتها المحلية والإقليمية، تنفيذاً لتوجيهات العقل الصهيوني الإرهابي الذي يرسم الخريطة الجديدة للمنطقة على مقاس مصالحه.

ما يحدث اليوم في السودان من جرائم إبادة جماعية، ومن دعم للمليشيات المجرمة ضد الشعب السوداني، ليس سوى فصل جديد من هذا المخطط القذر ..

السودان بلد غني بموارده وموقعه، وكان يمكن أن يكون رقماً صعباً في المعادلة الإقليمية، لكن أُريد له أن يغرق في الفوضى والاقتتال الداخلي لتُـستنزف قدراته، وتُـفتح أبوابه أمام النفوذ الصهيوني الإرهابي تحت غطاء إماراتي.

إنّ المخطط الصهيوني الإرهابي يسعى منذ عقود إلى تفكيك ما تبقّـى من قوة في المنطقة، وإشعال الحروب الداخلية لتُـنسى فلسطين وتضيع البوصلة ..

وقد وجد الكيان الصهيوني الإرهابي في دويلة الإمارات شريكاً مثالياً لا يتردد في إنفاق المليارات لتدمير أي تجربة وطنية أو مقاومة أو توجه استقلالي في العالم العربي، كما فعلت وتفعل في اليمن وليبيا وسوريا والعراق، واليوم في السودان.

دويلة الإمارات لا تعمل وحدها، بل ضمن منظومة خليجية متواطئة بدرجات متفاوتة، غير أنّ الدور الأخطر والأكثر خسة هو دورها، لما تمتلكه من أموال تُـستخدم لتخريب الداخل العربي، وإعلام ضخم يُـزيّـف الوعي، وشبكة علاقات استخبارية تخدم أجهزة العدو الصهيوني الإرهابي مباشرة.

إنّ الحذر من المخططات الخليجية عامة والإماراتية خاصة وتشخيص أدواتها في العراق من عملاء لم يعد خياراً بل واجباً وطنياً وأخلاقياً، لأنّ ما يُـراد لأمتنا ليس مجرد هيمنة سياسية أو اقتصادية، بل تدمير شامل للهوية والذاكرة والمستقبل.

إنّ وعي الشعوب وإدراكها لحقيقة هذا الدور الخبيث هو الخطوة الأولى في طريق المواجهة، فالمعركة اليوم لم تعد بين دول وجيوش فحسب، بل بين وعيٍ يقاوم ومخططٍ يريد محو كل ما تبقّـى من روح في هذه الأمة.

دويلة الإمارات اليوم ليست دولة عربية بالمعنى القومي أو الإسلامي، بل هي قاعدة متقدمة للمشروع الصهيوني الإرهابي في قلب الأمة ..

وكل جريمةٍ تُـرتكب في منطقتنا، من فلسطين إلى السودان، تحمل بصمة التخطيط الصهيوني الإرهابي والتنفيذ الإماراتي.