خلل تقني ام خداع؟!
إنّ ما صدر عن شركة سوبر كي عبر منصّتها (Digital Zone)، وبالتنسيق مع شركات الهاتف النقال الثلاث: آسيا سيل، كورك، وزين، يثيرُ جملةً من التساؤلات الخطيرة التي لا يمكن تجاهلها، ويستدعي من الجهات الحكومية تدقيقًا عاجلًا وفتح تحقيق مهني وشفّاف لمعرفة حقيقة ما جرى.
لقد أعلنت الشركة المذكورة عن عرضٍ استثنائي يقضي بتخفيض سعر بطاقة الشحن فئة (25,000 دينار) إلى (2,000 دينار فقط) عند شرائها إلكترونيًا عبر تطبيقها، وحددت له توقيتًا دقيقًا يبدأ عند الساعة 12 ليلًا.
وقد اندفع آلاف المواطنين، لتفعيل العرض أملاً في الاستفادة منه، وقام الكثير منهم بشحن أرصدتهم داخل التطبيق استعدادًا للموعد المعلن.
إلّا أنّ المفاجأة التي واجه الجميع تمثّلت في إغلاق التطبيق قبل الموعد المحدّد، وتعطّله لساعات طويلة، ثمّ عودته من دون تفعيل العرض، الأمر الذي جعل الناس بين احتمالين لا ثالث لهما:
1. إمّا أن هناك خللًا تقنيًا جسيمًا يكشف ضعفًا خطيرًا في البنية الفنية للتطبيق؛
2. وإمّا أن يكون ما جرى عملية تضليل واحتيال استُغلّ فيها توقّع الناس وثقتهم، فتحوّلت إلى وسيلة لجمع مبالغ ضخمة بصورة غير مشروعة.
وفي كلتا الحالتين، فإنّ ما حدث يمسّ الأمن الاقتصادي للمواطن ويُعدّ تجاوزًا لا يمكن السكوت عنه، خصوصًا بعد أن أدّى إلى تحقيق أرباح غير مبرّرة قد تصل إلى ملايين الدولارات خلال ساعات معدودة.
إنّنا نطالب الحكومة، وممثلي الجهات الرقابية، ودوائر الادعاء العام، بفتح تحقيقٍ رسمي لتحديد:
هل كان ما جرى خللًا تقنيًا حقيقيًا؟
أم ممارسة تضليل واحتيال تستوجب المحاسبة القانونية؟
إنّ هيبة الدولة وحقوق الشعب وكرامة القانون تقتضي معالجة هذا الملف بأقصى درجات الجدية، منعًا لتكرار مثل هذه الحوادث التي لا تليق بدولة تحترم مواطنيها وتحرص على حماية مقدّراتهم.