المحاصصة.. بالمختصر المفيد..!
كتب / منهل عبد الأمير المرشدي ||
مع مرور الأيام والسنين تترسخ المتاهات وتشيع الظنون في ما كنّا نحلم به ونتمنى في عراق ما بعد الدكتاتور المقبور وزمن البعث الهدام فما نعيشه اليوم بإستثناء الحرية التي كسبناها في ممارسة المفردات اليومية والطقسية وحرية الرأي التي خرجت عن إطارها المعقول وتحولت الى شيء من الفوضى التي أضاعت معالم الدولة وما عدا ذلك فلا ديموقراطية في بلادنا ولا هم يحزنون .
هي المحاصصة بكل ما فيها من تداعيات وخسائر وفساد وظلم وضياع ولا شيء سواها .
هي المحاصصة التي أسس لها المحتل الأمريكي والتي وأدت الحلم الديموقراطي ولعبة التوافق على توزيع المناصب والكراسي بل وحتى توزيع المصائب والمأسي وما بين هذا وذاك يتم توزيع الكيكة على الزعامات وأشباه القيادات ليكون نصيب ابناء الشعب مزيدا من الظلم الشامل ولا ضير ولا يهم مادام اصحاب الفخامة والمعالي والسيادة من الدرجات الخاصة يضمنون الرواتب والتقاعد بالملايين ويتمتعون بالإمتيازات التي ما انزل الله بها من سلطان من المواكب والحمايات وطز ببقية ابناء الشعب المساكين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
المحاصصة باب للظلم ومركب يثقل كاهل السفينة ويضيع الجمل بما حمل بالمناصب التي تتوارث وتتسع والكفاءات التي تهاجر وتضيع فيما تتبلى الدولة بوزراءٌ لا يملكون بصيرة ومدراء بلا خبرة أو تدبير ومسؤولون يتكئون على النفوذٍ لا على العلمٍ أو الضمير .
لقد تحولت الدولة الى ساحة للمغانم وحلبة يتبارى بها الفاسدون لنهب المال العام والخاسر الأكبر هو الشعب المكلوم فلا كهرباء مستقرة أبدا وجفاف مزمن في الأنهار وتردي في التعليم وتدهور تام في الشأن الصحي وتفشي الفساد في ملف الخدمات ومشاهد لا تعد ولا تحصى من الإخفاقات وتواتر الأزمات .
المحاصصة أضاعت علينا ثرواتٍ يسيل لها لعاب الأمم بين أيدي من لا يخافون العاقبة ولا يملكون ادنى حالات البصيرة فلا إصلاح مع المحاصصة ولا نهوض مع المفاسدة ولن تقوم للدولة قائمة ما دامت المناصب تباع وتشترى والكفاءات تقصى وتهمش كما يشاء العم سام لترفع مقامات من لا مقام له من ارباب الرايات الحزبية التي تبنت الأجندة الطائفية والعرقية من دون تردد او حياء فوق راية الوطن .
بالمختصر المفيد نقول إن المحاصصة داء قد استشرى وأفسد وتمدد وأهلك وإن بقي سيجر الوطن إلى هاويةٍ لا قرار لها .
فإن كانت الأحزاب العراقية الحاكمة قاطبة وفي مقدمتهم أحزاب الإطار التنسيقي تريد الصلاح والإصلاح والتكفير عن ذنوب إقشعرت لها الأبدان وتقويم العهد مع الشعب لإعادة الثقة المفقودة لابد أن يضعوا حدا لوباء المحاصصة ويكتفوا من إستشراء الفساد وليكن الولاء للوطن لا للكتل والأحزاب والصفقات وحسبنا وحسبكم الله ونعم الوكيل …