الشيخ سطام أبو ريشة يفتح نار جهنم على الحلبوسي
كتب حامد شهاب ...
في أول ظهور تلفزيوني له ، من على قناة دجلة الفضائية ، ومن برنامج القرار لكم ، بدا الشيخ الشاب سطام أبو رئيشة ، نجل الشيخ المرحوم ستار أبو ريشة رئيس صحوة العراق ، وهو في حواره مع مقدمة البرنامج (سحر عباس) ، أكثر إتزانا وهدوئا ، وهو يجيد أيضا التحدث والحوار بإسلوب عشائري ، كعادة شيوخ الأنبار الكبار في إختيار كلماتهم بدقة وإحتراف ومهارة ، غلب على مضامينها التحدي في مواجهة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي رئيس حزب تقدم ، المتهم من قبل معارضيه بالهيمنة على مقدرات الأنبار ، داعيا الأخير الى إعادة النظر بالممارسات التي تستخدم ضد أهل الأنبار، والى وضع حد لسياسة الهيمنة التي يتهم فيها الحلبوسي على الدوام من قبل بعض شيوخ الأنبار ووجهائها وسياسيها ، الذين دخلوا في صف معارضة شديدة مع الحلبوسي ، بينهم الشيخ سطام أبو ريشة ، الذي حاول ، كما يقول ، إتخاذ خط معارض مختلف عن تحالف الأنبار الموحد ذا الطابع السياسي ، والذي يدار من قبل رموز ونخب وكفاءات أكاديمية متمرسة ، وإن إشار الشيخ سطام الى أنه لم يخرج عن دائرة توجهاته المعارضة للحلبوسي وحزبه تقدم في محافظة الأنبار، لكنه يلتقي مع قيادات تحالف الأنبار الموحد في الكثير من توجهاته، وحتى ظهوره الحالي كان بدعم ومقترح منهم .
تحدث الشيخ الشاب سطام أبو ريشة مع برنامج القرار لكم ، مشيرا الى أنه يعد نفسه رئيس تجمع الصحوة الوطني، وهو تجمع عشائري ، ذا طبيعة عسكرية وليست سياسية ، وهو على نهج والده الذي إتخذ من المواجهة مع القاعدة ظريقا لتحرير الأنبار من سطوتها في سنوات 2004 و 2005 ، وقد أراد اتخاذ الصحوة مشروعا سياسيا ، لكن إستشهاده عجل بتأجيل مشروعه ، الى أن خسر حياته وراح شهيدا ، وتسلم القيادة من بعده شقيقة الشيخ أحمد أبو ريشة الذي يمثل ، كما يسمي نفسه ، رئيس صحوة العراق ، والذي دخل مع الحلبوسي في تحالف ، إلا ان الشيخ سطام تمنى على عمه الشيخ أحمد أبو ريشة ، أن لا يستمر بمشروع تحالفه مع الحلبوسي ، وهو ، أي الشيخ سطام ، ليس في طور المواجهة مع عمه، لكنه تمنى عليه أن لايدخل فيما أسماه في الجبهة المناهضة لأهل الانبار وجبهتهم المعارضة ، لكي يكون بمقدور أهالي تلك المحافظة تجنب صراع دام ومرير ، لن يكون لأهل الانبار فيه ناقة ولا جمل.
رسائل كثيرة ومهمة حملها الحوار الساخن مع الشيح سطام أبو ريشة ، مع قناة دجلة الفضائية ، من بينها أن شيوخ الأنبار ووجهاها ، ومن دخل في تحالف سياسي معارض مع الحلبوسي ، كلهم مجمعون على أن الإنبار (إستبيحت) على يد الحلبوسي، وهي العبارة التي يرددها كل من ظهر على شاشات التلفزة من قادة ورموز تحالف الأنبار الموحد أو من الشيخ سطام أبو ريشة ، لافتا الى أن المرحوم الرئيس صدام حسين بعظمته وجبروته لم يدخل في مواجهة مع أهل الأنبار أو يتعدى على حرمات شيوخهم أو مكانتهم وإحترم خياراتهم ، واذا عد الحلبوسي نفسه أنه دكتاتور ومتجبر ويريد التعدي على كرامات أهل الانبار فهذا (خط أحمر) ، لن يقبل به شيوخ الأنبار ولا وجهائها ولا نوابها ولا أهلها الطيبون أن يكونوا في مواجهة ، تريد سلب محافظتهم كرامتها من أجل الكراسي والمناصب ، لأن الحلبوسي ، كما قال الشيخ سطام ، أمد حكمه قصير ، فقد يستمر لسنة أو سنتين في الحكم ، لكنه لن يكون بمقدوره أن يستمر بفرض هيمنته على أهل الأنبار أو يستحوذ على مقدراتهم الى ما لانهاية، وهناك سخط شعبي عارم في الأنبار، كما يقول ، يمتد يوما بعد آخر، وهو لابد أن يضع حدا لتلك الهيمنة، وتعود الأنبار كما كانت مثالا لوحدة عشائرها وتماسكهم ووحدة قرارهم، وقدرتهم على أن يقودوا المحافظة الى حيث يحلم أهل الأنبار أن تكون.
الشيخ سطام لم يفتح نار جهنم على الحلبوسي فقط ، بل دخل في مواجهة تحدي شرسة معه، وهذه المواجهة يتسع نطاقها يوما بعد آخر ، حتى أنه أبلغ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بكل ما يتعرض له أهل الأنبار ورموزهم ، لافتا الى أن السوداني أبلغه بأنه سيتابع الموضوع شخصيا، ولن يقبل أن يمس رموز أهل الانبار من أية جهة سياسية كانت ، حتى لو كانت في أعلى هرم السلطة، وهم بانتظار وعد السوداني بتغيير تلك السياسات، وبالاخص تغيير القيادات الأمنية في الأنبار التي تتهم بأن الحلبوسي يتخذ منها وسيلة للاعتداء على أهل الأنبار وعلى شيوخهم وكبار القوم، ومن جماعات غير منتيمية الى الدولة ولا تأخذ رواتبها منها، وهو إتهام خطير، مشيرا الى ممارسات سابقة ، إستهدفت آخرين من أهل الانبار، وعدها أهل الأنبار سكينة في خاصرتهم وجهها الحلبوسي لهم ، أكثر من مرة ، ولم يعد بالإمكان تقبل تلك السياسة أو الصفح عن تلك الممارسات التي تعدت كل حدود كما يقولون، وهناك ترقب لأنشطة كالتظاهرات والاعتصامات، لكنها لن تكون كسابقاتها في فترة داعش، بل لإيصال رسالة ان صبر أهل الأنبار قد نفد ، ولم يعد السكوت على ما تتعرض له الأنبار من (إستباحة) أمرا ممكنا.
محمد المعموري, [١٤/٠٢/٢٠٢٣ ٠٢:٤٨ م]
الشيخ سطام أبو ريشة دعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الى عدم تكرار ممارساته في إستهداف المعارضين ، في عدم السماح لهم بعقد إجتماع في الأنبار أو خارجها ، وهو يلاحقهم من أجل تصفية رموزهم وكان آخرها بحسب الشيخ سطام ماتعرض له بعد سيطرة الأنبار على مقربة من بغداد ، حين حاول مسلحون مدنيون إغتياله عند عودته من زيارته لبغداد وعقده مؤتمرا عشائريا هناك ، حضره جمع كبير من أهل الأنبار، وإضطر للاستنجاد بقوات من خارج المحافظة ، لايصاله سالما الى بيته، كما يقول مرافقون للشيخ سطام عند نجاته من محاولة إغتيال مؤخرا.
يذكر أن قناة دحلة الفضائية التي يديرها السيد جمال الكربولي رئيس حزب الحل ، ومن تزعم رجالات السنة في بداية العملية السياسية وحصل على أعلى ألاصوات ، هو الان من أشد معارضي الحلبوسي وهو وحزب الحل كما يقول ، من أوصلوا الحلبوسي الى سدة رئاسة البرلمان وقدموا له كل الدعم ، ليكون واجهة الأنبار السياسية ، إلا أن الحلبوسي ، ما أن إستقوى بالسلطة حتى غدر بمن ساعدوه ، كما يتهمونه هم، وهم من كانوا السبب في ان تطأ قدماه سدة رئاسة البرلمان، بعد أن سخر جمال الكربولي والنائب محمد الكربولي كل ماكنتهم الاعلامية والدعم المادي من خلال قناة دجلة لدعمه داخليا وخارجيا، إلا أن الكربولي ما إن ادرك غدر الحلبوسي له ، وادارته ظهره لأهل الأنبار ، حتى دخل في مواجهة ضارية مع الحلبوسي لم يترك شخصية ورموزا من اهل الأنبار إلا وإستضافتهم قناة دجلة عبر برنامجيها (القرار لكم) أو (نفس عميق) حيث أجاد الكربولي توجيه سهامه ضد الحلبوسي وشن حملة حرب نفسية شعواء ، شاركت فيها كبار قيادات الأنبار، تحدثت عن إستئثار الحلبوسي وحزبه تقدم بسلطة القرار في محافظة الأنبار، ولم يترك لأهل الانبار أية وظيفة او منصب ، حتى وإن كان صغيرا ، إلا وهيمن عليه، حتى أن المحافظ نفسه (الدكتور علي فرحان الدليمي) لم يعد يملك أية سلطة القرار ، وبدا وكأنه لاحول له ولا قوة، وكثيرون يعرفون المواجهة التي حصلت بين الحلبوسي ومحافظ الانبار وإتهامه له قبل فترة ، بأنه (نعجة إبن نعجة) كما أشيع في تهم رددتها وسائل إعلام نقلا عن الحلبوسي أو نقلا عن مقربين منه.
الشيخ سطام نصح رئيس مجلس النواب السيد محمد الحلبوسي في آخر حواره ، كما طلبت منه مقدمة برنامج القرار لكم (سحر عباس) التي أدارات حوارات ساخنة مع معارضي الأنبار : ماهي الرسالة التي تود توجيهها الان الى الحلبوسي فأجاب الشيخ سطام بلهجة أعدها (تصالحية) قائلا : أدعو إبن عمي الحلبوسي الى تصحيح مسار نفسه وسياساته تجاه أهل الأنبار، وإذا ما حاول إصلاح نفسه مع أهل الأنبار وإستجاب لمطالبهم ، فإنه أي الشيخ سطام، لن يدخل بمواجهة معه..أما إذا إستمر على نفس النهج ولم يحترم خيارات أهل الأنبار ورموزها، فإن لأهل الانبار كلام آخر ، وهو في إعتقادي من مضمون كلامه الأخير يعد (نهجا تصالحيا) ، وعرضا ، كان قد قدمه للحلبوسي على طبق من ذهب ، برغم كل ما يختزنه الرجل من مرارات من ممارسات الحلبوسي وحزبه تقدم ، وما تحدث عنه وعن هيمنته على مقدرات أهل الأنبار..
والسؤال هنا كما يطرحه أهل الأنبار : هل يتعض السيد الحلبوسي من تلك النصيحة ونصائح الآخرين من رموز الأنبار ويعيد تصحيح الخلل الكبير الذي تحول الى إسفين دق نعشه الحلبوسي ، وهو ربما لا يريد إنهاء تلك المواجهة ، إلا بعد صراع مرير مع أهل الانبار، لايتمنى رجالات هذه المحافظة ولا شيوخها او معارضيها أن يدخلوها ،ولا أن تراق قطرة دم من أبناء محافظتهم ، لا من أجل الحلبوسي ولا من أجل غيره، وإن لململة شتات الأنبار واعادة وحدة شيوخها ونوابها ومحافظها وسياسيها ، وجمع تلك الرموز في مجلس موحد يدير المحافظة ، هو أمر في غاية الأهمية ، بدل أن تسيل دماء أهل الأنبار، في مواجهة لاقدر الله، تدخل الأنبار في صراع دام مرير، لم تدخله الأنبار في كل تاريخها، إلا في المواجهة التي قد يريد الحلبوسي إستدراج أهل الأنبار للدخول في مواجهة معهم.. وسيكون هو نفسه وليس غيره، الخاسر الأكبر في نهاية المطاف.
جنب الله الأنبار وشعبها كل إحتراب ومحن وصراعات..ووفقها لما يحبه أهلها ورموزها وشيوخها ونخبها ، وهي ، أي الأنبار، المحافظة التي بقيت على الدوام ، المرتكز الأساس للحفاظ على وحدة العراق وتوزانه الأقليمي والدولي ومنهجها العروبي الأصيل، وهي من يعلق عليها ملايين العراقيين الآمال، لكي تسهم في إعلاء شأن بلدهم وفي رفعة أهلها ، في كل محافظاتهم من شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه.. والله الموفق .