هل العراق دولة تحت الأنتداب الأمريكي؟
كتب / علاء كرم الله
رغم شعرها البلاتيني وسحنة الجمال التي تمتلكها! ألا أني أرى تحت كل شعره من ذلك الشعر يكمن ألف شيطان وشيطان! ، نعم تلك هي ( أيلينا رومانسكي) سفيرة الولايات المتحدة بالعراق!0 في الحقيقة أن هذه السفيرة أسترعت أنتباه غالبية العراقيين بكل مللهم ونحلهم كبيرهم وصغيرهم مثقفهم والأمي فيهم وكل مواقع التواصل الأجتماعي وكل البرامج الأعلامية ، من كثرة تحركاتها وكثرة لقاءاتها بالمسؤولين العراقيين على أختلاف مناصبهم بدأ من رئيس الحكومة فالبرلمان ورئيس الجمهورية ، وقادة الكتل السياسية من الأطار التنسيقي والسيد الصدر وغيرهم ، حتى ألتقت زعيم المرجعية السيد السيستاني نفسه؟ وقد غطت بتحركاتها تلك على ( بلا سخارت) ممثلة الامم المتحدة بالعراق التي غابت بعض الشيء عن المشهد العراقي منذ فترة ، والتي وضع عليها العراقيين ألف علامة أستفهام!؟ ، ولا أدري أن كان ذلك من تبادل الأدوار بينهما؟!0 من الطبيعي أن تحركات السفيرة تثير الكثير من الأنتباه وعلامات الأستفهام والريبة والشك! ليس لكونها خرقت وتجاوزت كل الأعراف الدبلوماسية والبروتكولات المعروفة بالعالم والتي تحدد علاقة وعمل السفير وتحركاته في الدولة التي يعمل بها وأي شخص أجنبي يحمل صفة دبلوماسية؟ ، بل لأنها تتدخل وبشكل سافر وفاضح بالشأن العراقي وأمام مرأى ومسمع العالم كله! ، ومن المفيد أن نذكر هنا ( أن النظام السابق كان يحدد تحركات أي سفير معتمد لدية بمساحة 22 كم خارج أطار السفارة!!) 0 السفيرة الأمريكية رومانسكي تدخلت بالشأن العراقي وكأنها الراعي الرسمي له كما يقال! ، بدأ من تشكيل الحكومة ومرورا بكل تفاصيلها وتعقيداتها والأنتخابات المزمع أجرائها وغيرها من أمور وأنتهاء الى حضورها توقيع الأتفافاقيات الدولية؟!)0 الخطير بهذا التحرك الذي هو ومع الأسف فيه الكثير من الأستضغار للحكومة بكل سلطاتها!، ومن وجهة نظري أنه لا يحمل أية خير لا للعملية السياسية المعقدة التي تعيش الفوضى والأرتباك منذ تشكيل أول حكومة برئاسة أياد علاوي وأنتهاء بحكومة السوداني الحالية! ولا لصالح العراق ، ولا ننتظر منها الفرج والحل لكل أزماتنا ومشاكلنا! لأن تجربتنا المريرة مع الأمريكان وما فعلوه بالعراق من دمار وخراب بعد أحتلالهم له ومنذ 20 عاما ولحد الآن هو من يجعلنا لا نثق بهم ولا يتصريحات رئيسهم ولا مسؤوليهم ولا بتحركات سفيرتهم!؟0 فأمريكا بسياستها العدوانية المعروفة مدت يدها وصافحت كل من أراد ويريد تدمير العراق وتخريبه ونهبه ونشر التخلف والجهل فيه وقتل أنسانه ، ولو كانت تريد الخير لنا ، لما وصلنا الى الحال البائس التي نحن فيها، ولا أدري ما يضمره الامريكان بعد وما يخططونه للعراق! ، بسكوتهم المريب والشيطاني على ما يشاهدونه من تدمير ممنهج للعراق ، حتى وصل سكوتهم وهم يرون جفاف نهري دجلة والفرات وتلك تعتبر أكبر كارثة عالمية وبشرية لأن أسمي هذا النهران ووجودهما أرتبط بأكبر حضارة عرفها التاريخ البشري ألا وهي حضارة وادي الرافدين؟! 0 الذي نريد أن نقوله أننا وأثناء الغزو الأمريكي للعراق وبعد أحتلاله ووقوعه تحت سيطرة الأمريكان ، لم نشهد مثل هذا التعامل والتدخل السافر والمفضوح بالشأن العراقي أمام العالم أجمع !؟ ، كما وأن هذا التدخل أعاد للأذهان صورة وكأن العراق واقع تحت الأنتداب الأمريكي ، ولم أجد من معنى له غير ذلك ؟! ، لا سيما وأن تعريف الأنتداب كما نص عليه ميثاق الامم المتحدة (( هو تدخل دولة ذات نفوذ في شؤون دولة ضعيفة لتساعدها على النهوض وتدريبها على الحكم حتى تستطيع أن تحكم نفسها )) ، وأعتقد أن هذا التعريف ينطبق تماما على صورة ووضع العراق وعلاقته بأمريكا ، والذي ترجمته بكل وضوح تدخلات السفيرة رومانسكي في شؤون الحكومة العراقية!؟ ، لا سيما وأن العراق ومن بعد 20 سنة لم يستطع النهوض والوقوف على قدميه ولازال يعيش الفوضى والأرتباك وعدم السيطرة ، بل لا زالت المخاطر والتهديدات تحيط به من كل جانب! كما وأن وضعه الداخلي والأمني تحديدا لا زال هشا وخارج عن السيطرة في غالب الأحيان!، ولا شك بأن للأمريكان دخل كبير في وصول العراق الى هذا الوضع (بسياسة الفوضى الخلاقة التي أنتهجوها بالعراق منذ أحتلالهم له ولحد الآن؟!)0 وقد يرى بعض المحلليين السياسيين والمراقبين للمشهد العراقي أن لقاءات السفيرة وتحركاتها هو أمر طبيعي!؟ ، ويدخل ضمن عملها الدبلوماسي كسفيرة! ، وأقول أذا كان الأمر كذلك ، لماذا لم نشهد مثل هذه التحركات والنشاطات للسفراء الأمريكان الذين سبقوها؟ ونسأل أيضا لماذا لم نشهد مثل هذه التحركات من قبل السفير البريطاني والفرنسي على سبيل المثال أو غيرهم من السفراء؟0 أرى أن صورة السفيرة وما أثير على تحركاتها ونشاطها الدبلوماسي من لغط كبير وكثير والغير مرحب به شعبيا من قبل العراقيين!
يثير تساؤلا منطقيا وهو: هل العراق خرج من البند السابع؟ وأصبح دولة ذات سيادة بحق وحقيقة؟ لا تسمح لأي سفير كان أن يتصرف ألا ضمن ما محدد له بالأعراف الدبلوماسية ، وبعلم تام من قبل وزارة الخارجيىة العراقية؟ حتى وأن كان السفير الأمريكي نفسه؟ ، وأذا كان العراق قد خرج فعلا من البند السابع وعاد لوضعه الطبيعي كدولة ذات سيادة كاملة وغير منقوصة ، لماذا لم يصدر بيان واضح ومعلوم من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن بذلك؟ لا سيما وأنه سدد كامل المستحقات المالية عليه للكويت ، حيث أعتبر تسديد تلك المستحقات شرط لخروجه من عقوبة البند السابع؟ ، أم أن هناك نوع من المخاتلة والتمويه من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في موضوع خروج العراق من البند السابع!؟ لكي يبقى العراق بهذا الحال! التي تسمح لأمريكا بالتدخل بشأنه الداخلي والسياسي بالصورة التي فضحتها السفيرة الأمريكية رومانسكي؟ ، أم أن العراق هو فعلا دولة تحت الأنتداب الأمريكي غير المعلن !؟